مسرحية “بأم عيني” لغنام غنام ضمير” القضية” عبر الخشبة..!؟

يواصل العرض المسرحي ” بأم عيني” للممثل والمؤلف والمخرج الفلسطيني الفنان غنام غنام، توهجه الفني والإبداعي عبر دورات المهرجانات العربية، قبل أن يحط الرحال مؤخرا بمهرجان / الجرسين/ بولاية قبلي التونسية قادما إليه من العاصمة المصرية / القاهرة التي تم تكريمه فيها من طرف المجلس الأعلى للثقافة. وعرضت مؤخرا فصول المسرحية الفلسطينية الدائعة الصيت / بأم عيني/ في الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في الصحراء برئاسة المخرج التونسي حافظ خليفة، عبر ثلاثة عروض مبرمجة على جدول فعاليات هذا المهرجان. وجدير بالذكر أن مسرحية غنام غنام التي يعتبرها الإعلام العربي جزءا من ضمير القضية الفلسطينية ، هي في الأصل تجربة شخصية لصاحبها المعروف بهوسه وحمله لهم القضية الأولى عربيا، خلال رحلته لفلسطين والتجول باراضيها المحتلة بترخيص من السلطة الوطنية الفلسطينية.
وهي الرحلة التي أطرت شخوص أبطال المسرحية ونصوصها الفنية والادبية الناهلة من حقيقة الواقع الذي يتقاسم فصوله التراجيدية كافة أفراد الشعب الفلسطيني الرافض والمقاوم ببسالة وجرأة غير اعتيادية للإحتلال الإسرائيلي الغاشم. وبالتالي فيوميات التصدي والمواجهة والتحدي للكيان الغاصب لأرض فلسطين ، هي مقومات الصرح الأدبي المشكل لتركبة فصول مسرحية /بأم عيني/ قبل أن يترجم مقاطعها الفنية والإبداعية المخرج والفنان الكبير غنام غنام إلى شهادة حية وصرخة واقع معاش ليوميات الإحتلال الإسرائيلي ومقاومته الباسلة في الميدان من طرف المواطن الفلسطيني الحر المؤمن بأرضه وأرض أجداده إلى يوم البعث. الى ذلك وبعيدا عن تفكيك القواعد الأدبية والفكرية والفنية المؤسسة لمرجعية هذه المسرحية الآخذة في التوسع والتوهج العربي والدولي . يمكن القول إن مؤلفها ومخرجها الفنان غنام غنام ، نجح بشكل غير مسبوق في جعل عروض مسرحية / بأم عيني/ من خلال المهرجانات العربية وغيرها ، تلك البوابة والمدخل الأساس للإبقاء على القضية الفلسطينية أكبر عناوين قضايا الشعوب العربية، والعمل على تحويلها بالفعل الى ضمير أدبي وفني عربي غير قابل للتقادم أو النسيان. وهي أقوى رسائل خشبة المسرح عبر العالم ، بحيث تبقى قضايا الشعوب المضطهدة حية ومتفاعلة في الوجدان والدفاع عنها باستماتة حتى تحقيق النصر.الأمر الذي يكرس لقواعده وأبعاده المسرحية الفنان غنام غنام من خلال تقعيده لأصول مسرحية “بأم عيني” في قوالب أدبية مثيرة للإهتمام.

بقلم : فاطمة البكاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد