فرنسا تحتفل بالقرن الثاني على رحيل الإمبراطور “نابليون بونابرت”

تحتفل فرنسا يوم الأربعاء 5 ماي 2021، بالذكرى المئوية الثانية لرحيل الإمبراطور نابليون بونابرت، إذ سيتم تنظيم العديد من الفعاليات والحوارات في مجال التاريخ والمعارض الفنية في أنحاء كثيرة من البلاد.

 وحسب ما تم نشره عبر صحيفة “فرانس 24″، فقد يرى البعض أن هذا التكريم واجب تاريخي للأمة، ويعتقد البعض الآخر أنه لا يمكن  للجمهورية الفرنسية أن تحتفل بشكل رسمي بهذا الحدث.

وبالرغم من الجدل في أوساط المثقفين والمؤرخين، تبقى الذاكرة الجماعية للفرنسيين مرتبطة بانجازات ومآسي هذا الرجل الذي ترك بصماته في التاريخ المعاصر.

 ووفقاً لذات المصدر، سيشارك الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، الأربعاء المقبل في الاحتفالات بمئوية “نابليون”، الثانية بزيارة ضريحه المتواجد تحت قبة “الأنفاليد” ووضع إكليل من الزهور ترحما على روحه.

وسيستمع ماكرون بالمناسبة إلى ثلاثة خطابات، الأول من إلقاء غزافييه داركوس الوزير السابق خلال عهدة الرئيس نيكولا ساركوزي (2007-2012). أما الثاني فسيقوم به المؤرخ جون تولار بينما سيلقي مؤرخ أخر الخطاب الثالث.

وسيلقي “ماكرون”، في نفس المكان كلمة يشرح فيها الأسباب التي جعلته يحتفل بمرور قرنين على وفاة “نابليون”، على الرغم من الانتقادات العديدة التي وجهتها له بعض أحزاب اليسار والجمعيات الحقوقية التي طالبته بالعدول عن هذا القرار بسبب سجل نابليون المثير للجدل في مجال العبودية والحروب…

ومن المتوقع أن يتطرق في كلمته إلى النظام العبودي الذي استحدثه نابليون، حسب ما نقلت جريدة “لوفيغارو” اليمينية عن مستشار في قصر الإليزيه لم يكشف عن هويته، مستبعدا أن “يركز على هذه النقطة لكي لا يثير جدلا سياسيا جديدا في البلاد”.

وفي ذات السياق  قال المستشار ذاته: “نحن نعيش في مجتمع فرنسي يعشق التاريخ. مخيلتنا مملوءة بالأحداث التاريخية. نحن الفرنسيين نعيش في أماكن كثيرة تذكرنا بنابليون ونتعامل يوميا مع منجزاته، كالقانون المدني والجزائي ومحكمة النقض والباكالوريا والبلديات…كل هذا يدخل في سجل نابليون”.

وتستعد مدن فرنسية عدة للاحتفال بذكرى وفاة بونابرت عبر تنظيم فعاليات ثقافية وتاريخية تستذكر ماضي هذا الرجل. مثل بلدية أجاكسيو، مسقط رأس نابليون في جزيرة كورسيكا، التي أعدت برنامجا ثريا بالمحاضرات حول تاريخ هذا القائد ونضاله وسيرته الذاتية، فضلا عن عروض موسيقية، مثل الحفل الكلاسيكي الذي ستقدمه مجموعة ماتاوس تحت قيادة رئيس الجوق جان كريستوف سبنوزي داخل كاتدرائية المدينة.

 وستتطرق الفرقة عبر الموسيقى إلى حياة “نابليون”، والحروب العديدة التي خاضها. كما ستحاول رسم سيرته الذاتية الغنية عن التعريف. ويتوقع أن تستمر الاحتفالات في هذه المدينة لغاية نهاية السنة رغم التحديات التي يطرحها وباء كوفيد 19 فيها.

تجدر الإشارة إلى أن في  “نابليون”، توفي في 5 ماي 1821، في منفاه بجزيرة القديسة هيلانة الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، والتي لا تزال تخضع للحكم البريطاني.

وكانت السلطات البريطانية قد قررت إبعاده من فرنسا بعد أن اضطر للتنازل عن السلطة في 1815 إثر هزيمته الذريعة في معركة “واترلو” ببلجيكا أمام الجيوش البريطانية والبروسية.

 وفي المقابل قرر الملك “لوي فيليب”، في 1840، استعادة رفات بونابرت من المنفى ليدفن من جديد تحت قبة “الأنفاليد” في باريس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد