الفنان المغربي مابين الخذلان والتهميش

توفي الاسبوع الماضي الفنان عبد العظيم الشناوي، في غياب شبه تام لمن يمثل هذه الفئة من المبدعين، وزارات ومؤسسات وغيرها، واذا بررنا هذا الغياب بالظرفية الوبائية التي تعيشها بلادنا، فإن وفاته مناسبة للحديث عن الحيف الكبير الذي يعاني منه الفنان المغربي بصفة عامة.

يبدو أن “مطرب الحي لا يطرب” مثل لا يعبر إلا عن الفنان المغربي للأسف، وهو الأمر الذي نلاحظه حتى في المهرجانات الكثيرة التي تقام ببلادنا ولايتم الاهتمام بالفنان المغربي رغم انه في أرضه ويتم استثناؤه من العديد من التكريمات التي يحضر فيها الأجنبي بشكل كبير. وحتى لو حضر يتم تهميشه واعطاء الاولوية والاهتمام لفنانين قادمين من دول أخرى.

عندنا أسماء فنية كبيرة، هذه الثروة، البشرية المهمة التي يمكن أن تلعب أدوارًا طلائعية في كل المجالات، وأن تكون واجهتنا المشرفة في كل المحافل الدولية، ولكن مع الاسف تنقصنا ثقافة الاعتراف والاهتمام، وتحضر عندنا دائما مايسميه الدكتور عبد الرحيم العطري ب “الاعتراف الجنائزي” هذا فعلا مانجيده، ننتظر الموت لكي نعبر عن حبنا لشخص ما ونكرمه، وحتى هذا “الاعتراف الجنائزي” أصبح يتضاءل يوما بعد يوم, لنصل الى درجة التجاهل النهائي حتى في الموت وهذه مشكلة أخرى.

يبدو أننا بلد مبتلى بعدم تقدير “الذات”، في حين نجد بلدانا أخرى تجعل من الفنان سفيرا فوق العادة وترى جنازة الواحد منهم اكبر من جنازة مسؤول حكومي.

عندما يرتكب الفنان خطأ تجد الجميع يقف ضده، بينما يتم تجاهل منجزاته.

كثيرة هي الأسماء الفنية التي طالها النسيان ولم يعد أحد يتذكرها رغم كل ماقامت به من أجل التعريف بالمغرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد