هؤلاء هم الغائبون فماذا بعد ؟

يبدو أن المشاركة 16 للمنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا المقرر إجراؤها بالغابون ستكون الأسوء على الإطلاق، حيث إن المؤشرات الحالية توضح أن النخبة الوطنية تفتقر للكثير من المقومات الفنية و البدنية بالإضافة إلى غياب التجانس و التناسق التكتيكي بين اللاعبين، كلها أمور ستعجل بخروج الأسود من الدور الأول ،و البصم على سينارييو جديد من الانتكاسات رفقة المدرب الأجنبي كما كان عليه الحال في نسختي 2008 و2012.

وينضاف إلى هذه العوامل الرجعية التي أثرت على روح المجموعة و النسق التصاعدي الذي أراد تفعيله الناخب الوطني خلال المعسكر التدريبي الذي كلف خزينة القجع ما يفوق 5 ملايير، لعنة الإصابات التي خطفت 4 لاعبين أساسيين من المجموعة و الذين كان يعول عليهم قيادة المتنخب إلى الأدوار الطلائعية، إلا أن هذا لم يحدث و ظل المنتخب يتخبط في أزمة البحث عن البدلاء على بعد أسابيع قليلة من انطلاق المنافسة الإفريقية.

و ترك كل من سفيان بوفال لاعب ساوثهامبتن الانجليزي، و أسامة طنان لاعب سان إيتيان الفرنسي، و يونس بلهندة لاعب نيس الفرنسي، بالإضافة إلى نور الدين امرابط لاعب واتفورد الانجليزي، فراغا مهولا داخل التشكيلة المغربية خصوصا وأنهم يشغلون مراكز مهمة وهم من الدعامات الأساسية للنهج التكتيكي الذي وضعه رونار، و غيابهم في هذه الظرفية أثار العديد من التساؤلات حول الحقائق التي تخفيها إصاباتهم و مغادرتهم المعسكر التدريبي للعودة إلى نواديهم.

واعتبر الشارع الرياضي المغربي أن الحظ عاكس الأسود خلال المعسكر التدريبي الذي أجروه قبل الكان، مؤكدين أن إصابات اللاعبين و غيابهم عن تمثيل المنتخب ليس هو المشكل الوحيد الذي يهدد إستقرار المجموعة، بل أيضا فشل الناخب الوطني هيرفي رونار في إيجاد نهج تكتيكي قار يساعد العناصر الوطنية على التجانس بشكل سلس، ليتحسن مستواهم الفني و تكون النجاعة الهجومية حاضرة لأن بطولة إفريقيا ما يهم فيها هو تحقيق الفوز و ليس الأداء، و هذا حسب رأيهم ما لم ينجح فيه ”الثعلب الفرنسي” إلى حدود اليوم بعد قرابة العام على إشارفه على الجهاز الفني للأسود.

ولم يبدي الجمهور الرياضي ارتياحه لمشاركة المنتخب الوطني في ”الكان”، خصوصا بعد المستوى الباهت الذي ظهر به الأسود أمام فلندنا في المباراة الودية الإعدادية و التي انتهت بخسارة للعناصر الوطنية بهدف يتيم ، حيث عرت عن المشاكل التقنية التي تعاني منها المجموعة فضلا عن التباعد الكبير بين الخطوط الثلاث وفشل اللاعبين في بناء مرتدات هجومية فعالة لخلق فرص حقيقية للتسجيل، حيث لم تتغير الصورة القاتمة التي ظهر بها المنتخب مند آخر مباراة له مع الكوتديفوار، بالإضافة إلى فشله في حل عقدة العقم الهجومي الذي لازال يحول دون تطور المستوى العام للمجموعة.

وانهالت في الأسابيع الأخيرة الجماهير المغربية بالانتقذات على الناخب الوطني، بعد أن أثيرت من جديد قضية إبعاد حكيم زياش نجم أياكس الهولندي، حيث لم يستسغ الجمهور حقيقة إقصاء اللاعب من التشكيلة المغربية خصوصا و أن حضوره كان سيطفي ارتياحا كبيرا لدى المتابع الرياضي بعد لعنة الإصابات التي أطاحت بأربع لاعبين، لكن سخط الجمهور زاد بعد أن أصر رونار على عدم المناداة على زياش رغم النقص الكبير الذي تعاني من التشكيلة على مستوى خط الوسط.

وعلى ما يبدو فإن المؤشرات التي بعثها المنتخب قبل موعد الكان مقلقة، في انتظار حدوث ”المعجزة” التي ينتظرها المغاربة الثواقون لرؤية منتخب بلادهم يعبر بأمان إلى الدور الثاني و لما لا تحقيق اللقب الغالي الذي طال انتظاره.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد