مهرجان المسرح العربي ببغداد دورة استثنائية بكل المقاييس

بغداد : فاطمة البكاري

بعد محطة الدار البيضاء المغربية يحط مهرجان المسرح العربي الرحال هذه المرة بالعاصمة العراقية / بغداد، في دورته الرابعة عشرة تحت شعار ” نحو مسرح جديد ومتجدد”. دورة تطمح من خلالها الهيئة العربية للمسرح ،بتعاون مع وزراة الثقافة والسياحةوالآثار، ونقابة الفنانين العراقيين، ودائرة السينما والمسرح ببلاد الرافدين ، لجعلها محطة مفصلية في تاريخ المسرح العربي على جميع المستويات. وذلك عبر تقعيد مقومات استراتيجية استشرافية، قوامها خلق تحول شبه جدري في منهجية وفلسفة تدبير فعاليات هذا المهرجان الذي جعلت منه الهيئة العربية للمسرح بقيادة رشيدة ورعاية موصولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،وكبار مسؤولي الهيئة ، أهم الأرقام الثقافية والفنية في المعادلة المسرحية العربية والعالمية.

وتأسيسا على هذا المنحى ووفق الرؤية الشاملة والإستراتيجية للهيئة العربية للمسرح والجهات الشريكة بالقطر العراقي الشقيق، لن تكون دورة بغداد مجرد رقم جاف يضاف الى العدد ، بل على النقيض من ذلك إذ تمة إرادة حقيقية وجامحة لجعل الدورة الرابعة عشرة. تضمن حفل الافتتاح عرضا بعنوان ” مقامات الحب والسلام ” وذلك مساء الاربعاء بالمسرح الوطني، إضافة إلى عرض مسرحية من فلسطين بعنوان ” مترو غزة ” عقب الافتتاح التاريخي لهذه النسخة المتميزة .

مناسبة فارقة في تاريخ المسرح العربي ،ومحطة فاعلة ومتفاعلة ومتميزة بالقدر الذي تدفع باتجاه رفع منسوب العناية والوعي بالابعاد الكبرى لرسائل ألمسرح العربي داخل وخارج الرقعة الجغرافية لمحيطنا العربي. ولتحقيق هذا المسعى رفعت الهيئة العرببة للمسرح في دورة مهرجان بغداد سقف التحدي عاليا في افق ربح الرهان على الرغم من الاجواء المشحونة والازمات والصراعات وكذا التوترات والحروب التي تشهدها المنطقة والساحة الدولية، بحيث ستكون فعاليات مهرجان المسرح ببغداد أكبر دورة في مسار وتاريخ مهرجان المسرح العربي وعلى مدار تسعة أيام، وذلك في اعقاب مشاركة 19 عرضا مسرحيا من عشرة دول عريبة ،بما في ذلك 13 عرضا ستدخل غمار التنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.

وحضور أكثر من 600 فنان مسرحي عربي من 21 دولة عربية، بما في ذلك مشاركة مسرحيو دول المهجر. ومشاركة مسرحيو جمهوريتي الصومال وجيبوتي لأول مرة في فعاليات هذا المهرجان. الى جانب الندوات النقديةوالتطبيقية للعروض،وكذا الأوراش العلمية والبحثية، عدا مشاركة أكثر من 136 فنانا وباحثا في المجال سيلتئمون في أكبر مؤتمر فكري ، في إطار الانشطة المبرمحة في دورة المهرجان . كما سيتم تنظيم قرابة 30 مؤتمرا صحفيا لتسليط الضوء على كافة الأنشطة والفعاليات والعروض ذات الصلة. هذا دون الحديث عن خلق استوديو تحليلي جديد خاص بالندوات النقدية والتطبيقية.للعروض. كما ستكون شبكة التواصل الخاصة بأنشطة المهرجان على موعد مع الفعاليات الكبرى وبث مباشر لها بواقع 16 ساعة يوميا من أجل الإحاطة بجميع هذه الفعاليات وفتح نقاش افتراضي موسع بشأنها. إضافة الى نشرة يومية من 24 صفحة شاملة ستواكب بشكل دقيق ويومي كافة أنشطة وفعاليات المهرجان. إلى ذلك وارتباطا بالموضوع ذاته ، يمكن القول إن مهرجان المسرح العربي قد حجز لنفسه مقعدا غير مسبوق داخل خريطة جغرافيا المسرح العالمي، ويفتح زاوية مضيئة في جدار الركح العالمي والإنفتاح بشكل فعال ومتواصل على باقي تجارب خشبات المسرح الدولي ، وخلق نوع من التنوع والتلاقح والتلاقي مع مختلف المسارح العالمية قبل العربية. ما جعله / مهرجان المسرح العربي / بوابة لملاقاة الآخر ، والتوجه رأسا نحو تكسير تلك الصورة النمطية عن المسرح والمسرحيين العرب ، والإصرار على إشاعة الثقافة والثرات العربي الأصيل بكل روافده المتنوعة النافدة الى عمق التاريخ عبر الخشبة. ومن ثمة الإعلان الصريح للخروج عن المعتاد والمألوف في سياقات ومرامي وأهداف دورة مهرجان المسرح العربي ببلاد الرافدين.وهو المنحى الذي أكدت عليه كلمة الأمين العام للهيئة إسماعيل عبد الله في دليل المهرجان ، حيث قال :” إن المهرجان صار موعدا لكل المسرحين العرب حول العالم ….” ، حيث يتفاعل عبره ومن خلاله المثن المسرحي العربي بشكل ينزع الى التجديد باحترافية مطردة ومتزايدة دورة بعد دورة. وزاد قائلا في مستهل كلمته ،من يراقب المسرح العربي يجده متوهجا ويعيش مرحلة من ظهور البشارات الجديدة، متسائلا في السياق عينه عن الكيفية التي يمكن ان يكون عليها مسرحنا العربي ليحقق ما نطمح إليه، وما يمكن ان يلعبه من دور نأمله؟. قبل ان يجيب الأمين العام للهيئة بنبرة يقينية بالقول ” آن للمسرح العربي أن ينتزع مكانته الحقيقية في صناعة تاريخ الأمة والوطن، وأن ينتزع مكانته في رسم صورتنا الحضارية في المشهد العالمي، وأن يطرح الأسئلة وينتزع الإجابة، وآن له أن يعلي مقام الجمال ، مقام الحق، مقام الخير ويعلن على الفور انحيازه الكامل للإنسان وحياته وحريته. كما آن له أن يقرأ علينا أسفار مبدعينا ويغني موسيقانا وأشعارنا ويحدد بدقة صيغة هويتنا المشرقة ليكون هذا المسرح مسرحنا بالفعل ” الأمين العام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله . وبالمناسبة ذاتها قال وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني :” إن انطلاق المهرجان خطوة رائعة لصناع الحياة على خشبة المسرح توصل رسالتهم بكل معانيها من خلال الحركة والكلمة …….” وأضاف :” منذ أن أنشأ الإغريق المسرح وهو جسر رائع لإيصال الرسائل المعبرة …..” . كما تم تمريم 23 فنانا مسرحيا عراقيا. واختتمت فعاليات يوم الافتتاح بعقد ندوة خاصة بعنوان :” المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين ” .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد