عضو حركة صحراويون من أجل السلام الحاجة بابيت : ” الحركة تعتبر مقترح الحكم الذاتي أساسا جيدا لمفاوضات جادة ذات مصداقية”

حوار الاربعاء / سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم اربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع وأحداث مهمة.الحلقة 12 مع عضو اللجنة السياسية الدائمة، وعضو هيئة التنظيم السياسي بحركة صحراويون من أجل السلام الحاجة بابيت:

 

س : ماوقع الاعتراف الاسباني بالحركة على استراتيجية وعمل منظمتكم ؟

ج : تعتبر المملكة الإسبانية المستعمرة السابقة للصحراء وهي بحكم ذلك تراها حركة صحراويون من اجل السلام أحد أهم الفاعلين بالملف، لذلك فقد حرصنا على التواجد بقوة داخل إسبانيا، إضافة الى التواجد الكبير للصحراويين بهذا البلد بحكم عوامل مختلفة.
كما تعتبر مشاركة شخصيات مهمة سياسية إسبانية تنتمي للحزب الحاكم داعمة للحركة في ندوتي دكار ولاس بالماس، اضافة الى حضورنا بدعوة رسمية للمشاركة في إجتماع المنظمة الدولية الاشتراكية أحد أهم أوجه مصداقية الحركة.
على كل حال الإعتراف الإسباني بالحركة هو تأييد لشرعية الحركة ودليل لمصداقيتها، وبداية حقيقية للعمل وفق اعتراف واضح وصريح من الدولة المستعمرة السابقة.

س: الحركة تقول انها تدفع بالحل الثالث الانتهاء الملف فماهو ؟

ج : من بين اهم أسباب ظهور حركة صحراويون من اجل السلام هو إهتمامها بتنزيل التعددية السياسية داخل المجتمع الصحراوي، والقطع مع سياسة الاحتكار وفكر الحزب الواحد الذي نهجتها البوليساريو طيلة النصف قرن.
كما تنطلق رؤيتنا داخل حركة صحراويون من اجل السلام من مبدئ الحل السلمي، ونعتبرها نقطة في الوسط بين المواقف الموجودة، وتتجلى في حل يحترم مصالح الطرفين ، وهذا ما تم تقديمه وبدا واضحا في خارطة الطريق التي تم تقديمها في الندوة الأخيرة بدكار، و التي تحدد كل الخطوات التي يجب ان يسير فيها مسلسل الحل ابتداءا من المفاوضات والمشاركة في المسلسل السياسي الى تنظيم إنتخابات تفرز غرفتين تشريعيتين، إلى جانب المؤسسات التي سوف تُسيٍر الإقليم بعلاقات خاصة مع المملكة المغربية لضمان التعايش.
لذلك فنحن نرى ان هذه هي الرؤية الحقيقية للحل من أجل إيقاف مسلسل العنف وإنهاء المعاناة.

س : اقمتم منتدى بإسبانيا والسنغال دون حضور اي فرد من جبهة البوليساريو رغم بعثكم لها دعوة المشاركة ماقرأتكم لذلك ؟

ج : لقد أضاعت قيادات البوليساريو فرصة للقطيعة مع عهد الشمولية وعهد الديكتاتورية، ومشاركة الصحراويين للبحث عن مخرج من المأزق.
كنا نعلم ان قرار المشاركة هو رهان صعب على قيادات موجودة في السلطة منذ سبعينات القرن الماضي، الذين تأثروا بفكر الحرب الباردة.
لذلك فإن قبول مبدئ التعددية رهين بسقوط القيادات الحالية، كما ان دعوة الحركة للبوليساريو هي إشارة واضحة لحرية حركة صحراويون من اجل السلام في اتخاذ قراراتها ورسم مبادراتها،
لقد اضاعت البوليساريو فرصة للمشاركة رفقة الصحراويين حيث بدا ان قيادات ذلك التنظيم تحتاج ذلك كثيرأ.
كما يعتبر التَزمُت الذي تعيشه البوليساريو وعدم إنسجامها مع ظروف القرن الواحد والعشرين نابع من فشلها في فهم ان الإجماع الذي كان موجودا في السبعينات على وسيلة حرب التحرير قد تلاشى وإندثر، إضافة الى رحيل عدد من القادة، والاف العسكريين والمسؤولين والشخصيات الذين عادوا الى ديارهم وارضهم.
الواقع يقول ان البوليساريو أصبحت بعيدة عن واقعها في سبعينيات القرن الماضي، وتحولت الى مجموعة سياسية تمثل المخيمات بقوة الواقع حيث تقف على أرض الجزائر وتشرف في مهمتها الحالية على توزيع المساعدات فقط.

س: كيف تنظرون في الحركة الى الحكم الذاتي ؟

ج : حركة صحراويون من اجل السلام تعتبر مقترح الحكم الذاتي أساسا جيدا لمفاوضات جادة وذات مصداقية، فمن خلاله يمكن ان نبدئ مرحلة جديدة لنصل الى حل توافقي يضمن الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي.

س : بعد قطع الجزائر علاقتها بالمغرب هل تلاشى ايجاد حل جزائري مغربي للملف ؟

ج : قضية الصحراء تعتبر وجها آخر من أوجه الصراع الجزائري المغربي، فرغم كل دعوات المنتظم الدولي، الا ان حل شفرة هذا الملف يبقى رهينا بالتقارب المغربي الجزائري،فكل ما تأزمت الوضعية في العلاقة بين البلدين الجارين، زادت نسبة تعقيد حل الملف.
وهذا مما يزيد من الوضعية الغير مستقرة بالنسبة للصحراويين.

س : لأول مرة رئيس موريتانيا يزور تندوف ويدشن معبر ومنطقة تجارية حرة كيف تنظرون في الحركة للأمر ؟

ج : قد يكون ذلك في إطار الصراع نحو إفريقيا الذي يبدو انه اخذ شكلا جديدا اكثر قوة، مشروع ملك المغرب الموجه لدول الساحل، قد يكون عاملا مهما في خروج الجزائر بمشروع آخر في إتجاه إفريقيا.
اهم ما في الأمر أن ما نشاهده من مناكفات هي تعبير عن أصل صراع النفوذ بين البلدين.

س: هل هذا يعتبر تقاربا جزائريا لموريتانيا كبديل عن التعاون المغربي ؟

ج : لا شك أن موقف موريتانيا المتمثل في الحفاظ على علاقات متوازنة مع الجزائر والمغرب يشكل ممارسة دبلوماسية مثالية، وأعتقد أن الدبلوماسية الموريتانية، في هذا المجال، أظهرت صفات وإمكانيات تحسد عليها في العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين، والمأمول فيه هو أن تعمل هذه القدرة الاستثنائية للدبلوماسية الموريتانية بقيادة الرئيس ولد الغزواني على تخفيف التوتر بين الجزائر والمغرب وتمهيد الطريق أمام الحل السلمي لمشكلة الصحراء وبناء المغرب العربي.

س : في نظركم الاعتراف الأمريكي والاسباني واخيرا فرنسا بالحكم الذاتي والسيادة المغربية على الصحراء هل ينهي الملف لصالح المغرب ؟

ج : تملك هذه المواقف القدرة على التأثير في حل النزاع، بحكم وزن هذه الدول في العلاقات الدولية وفي ملف الصحراء ، لكن يبقى سياق الحل الحقيقي مرتبط بتوافق بين الصحراويين والمغرب، لذلك نحن لم نصل بعد الى هذه المحطة رغم المجهودات التي تبدلها الأمم المتحدة، في نهاية المطاف الحل في يد المغرب والصحراويين،
والحركة تشتغل في هذا السياق لنصل الى تحقيقه.

 

المصدر ميديا : المحجوب الانصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد