عبد السلام الزروالي ” البطاقة المهنية للصحافة مشكل عويص والمعايير الموضوعة غير قانونية “

حوار الاربعاء / سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم اربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع وأحداث مهمة
الحلقة الخامسة مع عبد السلام الزروالي اطار سابق بوزارة الاتصال ، دبلوم المعهد العالي للصحافة والدراسات بباريس ودبلوم الدراسات العليا في علم الاجتماع باحث ومؤلف في المجال الإعلامي.

س : رافقت الإعلام منذ أن كان تابعا للداخلية إلى الآن ،ماذا يمكن القول عن تلك الحقبة ؟

ج: صحيح أن الإعلام لما كان له ارتباط بالداخلية فرغم الحرص والمراقبة وفرض بعض القيود فقد قدم برامج في المستوى (سمعية وبصرية) ودعم الصحافة المكتوبة بشكل غير مسبوق وكان خطه التحريري متميزا غير أنه عرف اجحافا ماديا بالنسبة للعاملين فيه وشخصيا يمكنني الجزم بأن أزهى فترات الإعلام الجهوي هي تلك التي مارسناها في عهد الداخلية والإعلام.

س : يقال إن الإعلام تحرر من يد الحكومة بعد أن تأسس المجلس الوطني للصحافة كيف تنظر المقولة ؟

ج : أن تحرير الإعلام كان مطلبا ملحا من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية لأن الصحفيين ادرى بمشاكل القطاع ولما تم إنشاء هذا المجلس انكب على وضع مجموعة من القوانين التنظيمية لتأهيل القطاع إلا أنه يلاحظ أن ثمة ثغرات بعضها مرده إلى نقص كبير في التجربة واكتساب الخبرات وخير دليل مايحصل في منح البطاقات المهنية وجب ارساء استراتيجية كفيلة بضخ دماء جديدة في المشهد الإعلامي عامة وهذا ما دفع إلى تناسل هيأت ومنظمات إعلامية لها رأي آخر غير رأي المجلس الوطني للصحافة.فبلدنا في أمس الحاجة إلى منظومة إعلامية قبل أن تكون ذات اتصال او تواصل ولو كان الأمر كله لما لجانا إلى إنشاء مجالس أو هيأت غير فعالة وجدواها تكاد تكون منعدمة .

س : سنة 2019ذابت وزارة الاتصال في وزارة أخرى ماهي قراءتك لذلك ؟

ج : سبق لوزارة التواصل أن ألحقت قبل ذلك بوزارة الخارجية ايام عبد اللطيف الفيلالي ثم بوزارة الداخلية وربما يأتي يوم تلحق فيه بوزارة الصيد البحري !! هي كالطفل اليتيم تبحث لها دوما عن مأوى .نحن في حاجة إلى وزارة عتيدة قائمة بذاتها وبها كل المقومات ليجعلها تضطلع بمهامها على احسن وجه.

س : اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة وضعت معايير للحصول على البطاقة البعض اعتبرها غير قانونية كيف ترى ذلك ؟

ج : مشكل الحصول على البطاقة المهنية مشكل عويص فالمعايير الموضوعة غير قانونية وان كانت تسعى حسب زعم المجلس للحد من الفوضى التي تعتري القطاع والحرص على دعم العاملين والاكيد أن تسليم البطاقة تحت إشراف وزارة التواصل لم يصحبه هذا التسيب واللغط اللذان نعاينهما اليوم فعلى الدوائر المسؤولة عليها أن تعيد النظر في هذه اللجنة المؤقتة المسلطة على رقاب المهنيين بطريقة غير ديمقراطية وتدعو إلى انتخابات حرة ونزيهة فما بني على باطل فهو باطل .

س : كنت مندوبا لوزارة الاتصال بالعيون لفترة زمنية كيف تنظر للاعلام بالمنطقة ؟

ج : سنة 2005شهدت تحولا في المسار الإعلامي للوزارة بأحداث بنية إدارية من مهامها خلق أنشطة إعلامية ومواكبة مختلف المستجدات الاجتماعية والسياسية وتأطير المنتسبين لهذا القطاع وقد شهدت هذه المرحلة اوقات عصبية لم يكن من السهل تجاوزها لولا تظافر الجهود المخلصة والعون الذي تلقيناه من كافة المنابر والمؤسسات ولم نكل جهدا في تقديم كل المساعدات الممكنة رغم انعدام الجانب المادي لهاته البنية استطعنا على كل حال
المساهمة في ترسيخ بعض الممارسات الإعلامية واتخاذ مبادرات هادفة من شأنها الرفع من مستوى الإعلام الجهوي والنهوض ببعض جوانبه المهنية الصرفة.

س : واكبت قناة العيون الجهوية كيف تنظر للمحتوى ؟ والبعض يطالب بمجلس اداري للقناة كيف ترى المطلب ؟

ج : ساهمت قناة العيون منذ نشأتها في خلق حركية كبيرة في الصحراء حيث مثلت صلة وصل لدى الكثير من أبناء الصحراء مع محيطهم الثقافي ،السياسي والاجتماعي وتبقى هذه المساهمة التي قد تبدو مهمة نتيجة للفراغ الي كانت تعيشه الصحراء على المستوى الإعلامي . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو مدى مهنية طاقم القناة ؟ ومدى انعكاس هذه المهنية على المادة المقدمة ؟ ينبغي إعادة النظر في هذا الجانب حتى لا نرى مستقبلا أشباه إعلاميين ومقدمين لا علم لهم بمجال تحكمه التقنية و الحرفية اولا واخيرا .هناك طبعا بعض الاستثناءات التي أعطت وأضفت بعض التوهج للقناة في بداياتها .ولكن نظرا لإدارتها السالفة التي كان يحكمها المزاج وتتصرف بالمزاج فضلوا الإبحار إلى عوالم فضائية أخرى لمعوا فيها وابانوا عن قدراتهم وطاقاتهم الإعلامية.على اي حال يطول شرحه ويسهل فضحه. وكما قال لي احد الاصدقاء العارفين بخبايا الأمور وقد لخص حال القناة في جملة واحدة: مسار متذبذب وانعدام الوضوح في الخط الإداري والتحري.
أما عن المجلس الاداري فلا حاجة إليه فلن يقدم أو يؤخر مادام الأساس غير ناضج بعد .

س: تحرير القطاع السمعي البصري البعض اعتبره تميعا برسالته في توعية المواطن وضربا للغة كيف ترى الامر ؟

ج : تحرير الإعلام لم يأتي بجديد ولم يساهم قط في التوعية والمواكب المطلوبة. الإذاعات الخاصة لها نصيب الأوفر في تمييع المشهد الإعلامي لاعتمادها على الدارجة الفجة ( السوقية احيانا) أما البرامج فهي لا ترقى إلى اهتمام المستمعين لندرة الكفاءات والبحث عن أسواق تجارية تدر مداخيل غير عابئة بالمحتوى المهني أو آخذة بالحسبان المتتبع لها .اقول ذلك ولا اعمم هناك استثناءات.

س : البعض كالصديق معنينو يطالب برفع الدعم عن الجرائد الحزبية الورقية التي حسب رأيهم بدون قراء كيف ترى هذا الكلام ؟

ج : اعتقد أنه ينبغي إعادة النظر في المعايير التي تحول منح هذا الدعم وان تطرح للتداول من خلال ندوات وحلقات دراسية للوقوف على موطن الخلل أما رفع الدعم عن الجرائد الحزبية الورقية فهذا أمر ليس بالمعني لانه شأن سياسي ومكسب ثابت ومن مصلحة السلطة أن يستمر على ماهو عليه .

س : واكبت ملف الصحراء وابواق البوليساريو ودعايته .هل المغرب انتصر كذلك إعلاميا ؟

ج : البداية كانت راجحة لفائدة الانفصاليين وازلامهم الإعلاميين في الداخل لأننا لم نكن متوفر على خارطة طريق إعلامية للمواجهة وكنا نخبط خبط عشواء وتكتفي بالدفاع المحتشم فقط إضافة إلى أن قناة العيون لم تستطع سد هذه الثغرة لانعدام الرؤى وضعف مكوناتها الإدارية والإعلامية . الان تغير الوضع اثر الانجازات الدبلوماسية والعسكرية والسياسية التي حققتها بلادنا وانقلب السحر على الساحر وأصبحت الأبواق في موقف محرج مكتفية بترديد الشعارات الجوفاء التي لا طائل من ورائها

س : اختبرت الإعلام بالصحراء هل قادر أن يكون قويا خاصة الإعلام المستقل ؟

ج : الإعلام لن يكون قويا الا بالاعلام المستقل هذا أمر لايتناطح في عنزان المطلوب هو دعمه وتأطيره والسهر على تمكينه من وسائل العمل وتطعيمه بكفاءات محلية مجربة وذات دراية مهنية.الاعلام الجهوي هو المستقبل خصوصا في الصحراء وقد عشت ستة سنوات هذه المقاربة ولمست مدى المعاناة التي ينصهر في بوثقتها بعض الإعلاميين الجادين الصادقين الذين تحملوا مالا يعلمه زملاءهم في المناطق الشمالية .

 

المصدر ميديا : المحجوب الانصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد