حوار الاربعاء.. في حلقته الثالثة مع زكي حطاب شعبان

حوار الاربعاء / سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم أربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع واحداث مهمة. في حلقته الثالثة مع زكي حطاب شعبان مواليد 1968بالاردن دكتوراه نظم وبرمجة خطوط انتاج صناعي وباكلوريوس هندسة صناعية قسم الكترونيات عمل بشركة باناسونيك بالسعودية وقناة أبوظبي ومؤسسة عكاظ للصحافة والنشر و و يعمل الان استاذ بمعهد للصحافة بالعيون. “التكنولوجيا الرقمية فرضت نفسها لكن يبقى الابداع الإنساني هو الاساس”.

 

س : سافرت الى العديد من البلدان والاقطار وكان الاستقرار بالعيون لماذا ؟

ج : عندما يتعلق الأمر بالسفر وإختيار البقعة التي قررت الاستقرار بها للتقاعد وتمضية الوقت المتبقي لي في سكينة وهدوء بعد عمر من العطاء والنشاط والأحداث المثيرة كان اختياري لمدينة العيون هو اجمل اكتشاف صدف إن اكتشفته وكان الفضل لاخي وصديقي المغفور له بإذن الله الحبيبي المحمودي حيث قام في العام 2014 بدعوتي الى هذه المدينة الجميلة لاعطاء دورة تكوينية في تخصصي حيث كنت وقتها اعمل في صحيفة عكاظ للصحافة والنشر بالسعودية الى هذه المدينة الرائعة ، ومنذ لحظة وصولي لمدينة العيون تعلق قلبي بها حيث وجدت نفسي في وسط كاني اعرفه من زمن بعيد ولم ياخذ تأقلمي مع الساكنة اكثر من سويعات حتى رايت نفسي اتعامل معهم بكل سلاسة وبساطة واكتشاف الثقافة الجديدة القديمة بالنسبة لي ولم اشعر باي فارق بيني وبينهم من مروؤة اهلها واطباعهم واقدامهم وترحابهم بالضيوف كما هو الحال في بلاد النشامى الاردنيين ، فبرزت مدينة العيون بوضوح كواحدة من أفضل الوجهات التي زرتها بدون مجاملة يمتزج جمالها الصحراوي بالسكينة والهدوء، مما خلق تجربة فريدة ومثيرة بين ثقافة اهل الاقاليم الجنوبية وثقافة اهلي التي تربيت عليها بالأردن.

 

س : انت استاذ تقني في معهد للاعلام كيف تنظر للتكنولوجيا الإعلامية المتجددة ؟ وكيف يمكن للمعاهد الإعلامية مسايرة هذه الثورة الرقمية والتكنولوجية الهائلة ؟

ج : التكوين ثم التكوين ثم التكوين هو الاساس والمفتاح لكل علم ، وحيث شكل حضور التكنولوجيا في جسد كوكبنا الأرض علامة واضحة الأبعاد والقسمات ونالت اهتماما خاصا باعتبارها مخزونا نفسيا وجغرافيا واقتصاديا واكاديميا ومن هنا اضحى التعليم من خلال التكنولوجيا الحديثة والتعريف بالادوات المتطورة تتبدى في ثناياها الرضا والابداع من خلال العناصر الحديثة والادوات التكنولوجية المتطورة من اهم ادوات الابداع والاقناع لكل ماهو مرئي ومسموع ومقروء حيث تفاعل الابداع مع التقنية التي قامت بتغذية النفس عند متلقيها ومنحته احساسا رائعا بغزارة معلوماتها وحداثتها ونوعيتها

س : كمتتبع لشان الإعلامي بجنوب المغرب كيف تنظر لهذا الإعلام ؟

ج : مع تطور التكنولوجيا ورقمنة الانظمة أصبحت صناعة الإعلام متوفرة عند كل شخص باختلاف جنسه وفئته العمرية وإستسهل عليهم الدخول لعالم هذه الصناعة التي كانت ذات غموض كبير ومعقد في الحسابات والفهم والتطور هذا شمل كل بقاع العالم بما فيه الاقاليم الجنوبية بالمغرب ولكن هناك ملاحظة كان يجب ان نتوقف عندها وهو الشغف لدى المقبلين على هذه الصناعة في الاقليم حقا وبلا مجاملة هناك الكثير من الشغف والاقبال على الصناعة من كافة الفئات والاعمار وهو مايمنح المؤطر الحماسة والاهتمام لمتابعة كل حديث ومتطور ليضفى ويرتقى بمخرجاته التي بدورها يزرعها في طلابه وهو لفخر لي ومؤكد لكل مؤطر ان يرى ابنائه يتسابقون لمعرفة كل ماهو جديد حديث ومتطور ليزرع المعرفة ويوصلها لهم بصدق.

 

س : البعض يقول إن الإذاعات ستتبع الإعلام الورقي في الاندثار وفي اذاعة بي بي سي نمودجا ماجوابك ؟

ج : انا شخصيا من الجيل القديم الكلاسيكي ولا اجد ولن اجد ماسيحل مكانه مهما تطورت الوسائل هي لها رونقها الخاص وابداعها المميز ولو نظرت للمضمون ستشعر حقا بالابداع
ولكن انا مؤمن ان سنة الحياة هو التطور ولكن ماهو مدى هذا التطور وكيف سيكون شكله، هل سيضحى بلا طعم او رائحة لا علم لي ولكنه ات لامحالة ونحن بدورنا علينا ان نبقى على ماتبقى من الذائقة الابداعية ونزرعها في الاجيال القادمة من حاملي شعلة هذه الصناعة حتى تستمر وبدورهم يسلمون الشعلة لمن هم بعدهم هذا واجبي وواجب كل من استلم منا في هذا الجيل وهو واجبهم من بعدنا

س : تجتاح العالم ظاهرة «المواطن الصحافي»، هل هذا ينافس الصحف الإلكترونية ؟

ج : الصحافة هي لغة الاتصال والتواصل ولكن لن نستطيع ان نلقب كل من ادلى برأيه او صرح بتصريح او غطى حدث بانه صحفي بالصحافة قيم واسلوب وابداع والتزام ومصداقية واجناس ولغة والكثير من العناصر التي لابد من توافرها في الشخص الذي يمكن ان يتحمل هذه المسئولية الكبيرة واعتقد من لم يتكون لن يتمكن من تلقيب نفسه بهذه الصفة المقدسة

س : تلاشى القارىء الورقي وظهور جيل جديد يميل للتعامل مع الأجهزة الذكية والإنترنت كيف يمكن للاعلام مسايرته ؟

ج : للعلم ، اصبحت الامية في زمننا الحاي هي امية تكنولوجيا وليست امية قراءة وكتابة وبدليل ان من لم يملك هاتفا ذكيا او تابليت او كومبيوتر ولا يستطيع التامل مع الاجهزة الحديثة تكون نظرة المجتمع له هي نفس النظرة القديمة لمن لايستطيع القراءة والكتابة ونعود ايضا للحديث باني من الجيل الكلاسيكي ولكن لابد ان اساير التطور حتى اتمكن من مواكبة كل ماهو حديث واستطيع ان احصل على اشيائي التي رقمنت بعد ان كانت في السابق لابد ان تقطع لها المسافات للحصول عليها وهنا دعني اذكر لك تجربتي الشخصية ، في فترة دراستي بالجامعة ببريطانيا كان الدكتور المحاضر يقوم بتكليفنا بعمل ابحاث . واذكر ان ركبت القطار الساعة الرابعة صباحا حيث درجة الحراة عندها كانت 14 تحت الصفر لاتمكن من السفر الى مدينة لندن والدخول الى المكتبة العامة وابحث في مايقارب 80 الى 150 كتاب وبحث واتمكن من تلخيصها والعودة الساعة السادسة مساءا بلا غداء سوى مااتمكن من اكله في القطار لاصل الى المدينة الساعة الحادية عشر ليلا لاني كنت ملزما بتقديم هذا البحث للدكتور في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحا والا ساحرم من المادة.

حاليا التكنولوجيا اصبحت حلا جذريا لكل هذة المشاكل والتكاليف الباهضة للطلاب حيث بمجرد بضع حركات على لوحة زجاجية يكون قد قام بالبحث وتقديمة بكل مراجعه وادواته لا بل وايضا تنسيقه بطريقة ابداعية عن ماكنا نستطيع في وقتنا التكنولوجيا اصبحت معينا كبيرا للانسان ولكن تبقى فقط الذائقة هي الاساس

س : اي مستقبل للاعلام الحالي في ظل الذكاء الاصطناعي ؟

ج : حاليا انا منكب على عمل بحث عن اثر الذكاء الصناعي في مستقبل الاعلام بصفة عامة بكل تخصصاته وخصوصا في تخصص الصحافة والانتاج المرئي والصوتي، لم اصل بعد الى الاستنتاجات النهائية ولكن اميل للقول بان الذكاء الصناعي ليس سوى اداة ستسهل عمل المتخصصين ويبقى الابداع الانساني هو الاساس وشهدت مهنة الصحافة تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث فرضت التكنولوجيا الرقمية وما يسمى بالإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي نفسهما كقوتين مؤثرتين في صناعة الإعلام. وقد أدى هذا التطور إلى ظهور تحديات ومشكلات جديدة أمام الصحفيين. يبقى الابداع الانساني هو الاساس.

 

 

المصدر ميديا – المحجوب الأنصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد