انطلاق المهرجان الوطني التاسع للشعر والاغنية الحسانية بالداخلة

انطلقت مساء الاثنين بالداخلة فعاليات المهرجان الوطني التاسع للشعر والاغنية الحسانية المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس. …

وأبرز الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد محمد لطفي المريني، الذي ترأس افتتاح هذه التظاهرة الثقافية بحضور والي جهة وادي الذهب لكويرة عامل إقليم وادي الذهب السيد حميد شبار رفقة المنتخبين والفعاليات المحلية المدنية والعسكرية وفعاليات المجتمع المدني وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي، أهمية هذا المهرجان الذي دأبت وزارة الثقافة على تنظيمه ليكون ملتقى سنويا للشعراء والفنانين الحسانيين، وآلية من آليات المحافظة على جزء أساسي وهام من هذه الثقافة المغربية العريقة.

وأوضح السيد المريني في كلمة خلال افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة تخليدا لذكرى عيد الاستقلال تحت شعار “التراث الحساني في خدمة التنمية المستدامة” أن “أهمية هذا المهرجان لا تكمن فقط في تقديم العروض الفنية والقراءات الشعرية، بل كذلك في ما يخلفه من انعكاسات تنموية مهمة تمتد الى مختلف مجالات التنمية الشاملة”، داعيا الى تضافر الجهود للحفاظ على استمراره وضمان اشعاعه الوطني والدولي.

وأبرز أن الحمولة الادبية والفنية للشعر والاغنية الحسانية تكتسي اهمية حضارية بالغة، إذ تعد ناقلة وفية للثقافة الحسانية بين الاجيال من جهة، وتقوم بدور مهم من جهة ثانية في الحياة اليومية للأشخاص على المستوى الاجتماعي.

 مهرجان الشعر والأغنية الحسانية

وقال ان اهتمام الوزارة بالثقافة الحسانية من خلال تخصيص مهرجان وطني لها بهذه الجهة “يندرج في اطار خط استراتيجي يروم صيانة وتطوير التراث الثقافي غير المادي للشعب المغربي باعتباره ضمانة للتميز والتفرد الهوياتي من جهة ، ولأهميته القصوى في المشروع التنموي الشامل من جهة أخرى”. وأضاف أن حرص المملكة المغربية على تبويء اللغات والثقافة المغربية مكانتها اللائقة يعد توجها مجتمعيا استراتيجيا يروم تعزيز المواطنة الحقة وتمكين الشعب المغربي من كل شروط الكرامة.

وأوضح السيد المريني في هذا السياق انه باعتبار الثقافة الحسانية جزءا اساسيا من التراث الثقافي المغربي المتنوع والمتكامل فإن الدستور المغربي خصها بتتويج تاريخي ما فتئ يتعزز بالتدابير الرامية الى تنزيل مضامينه على ارض الواقع، وعلى رأسها توجيهات الملك محمد السادس لا سيما في خطابه بمناسبة الذكرى ال 38 للمسيرة الخضراء الذي دعا فيه الى تفعيل النموذج التنموي الجهوي للأقاليم الجنوبية. وذكر الكاتب العام لوزارة الثقافة أن هذا النموذج يتوخى النهوض بالثقافات والخصوصيات المحلية تجسيدا للمكانة الدستورية للثقافة الحسانية كأحد مكونات الهوية المغربية الموحدة.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة الثقافية، المنظمة بتعاون مع ولاية الجهة والمجلس البلدي للداخلة، بتقديم الناقد والباحث ابراهيم الحيسن لقراءة في كتاب “مديح الارض تجليات المكان بتيرس ” الذي اشتركت في إنجازه المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة ومركز الابحاث والدراسات الحسانية بالعيون والذي يتضمن مختلف النصوص والقطع الشعرية التي ابدعها الشعراء الحسانيون في مجموعة من الاغراض الشعرية التي القيت خلال النسخة الماضية من مهرجان الداخلة للشعر والموسيقى الحسانية الذي اقيم باوسرد.

وحسب السيد الحيسن فإن الكتاب الذي يوجد تحت الطبع وسيصدر بالتزامن مع النسخة المقبلة للمعرض الدولي للكتاب والنشر بالدارالبيضاء يؤرخ للذاكرة المكانية والثقافية بالمنطقة، ويسعى الى ابراز مجموعة من القيم الانسانية الفاضلة التي نسجها انسان الصحراء وهو محاولة للانخراط في سؤال التدوين وتوثيق الادب الحساني والمرويات وادب الكلام بالصحراء.

كما تم خلال الجلسة الافتتاحية للمهرجان تقديم لوحة فنية للرقص الحساني قدمتها فرقة الترارزة الموريتانية التي تشارك في هذه التظاهرة التي تميز يومها الاول ايضا بتقديم قراءات شعرية لعدد من الشعراء الى جانب تقديم عروض موسيقية بساحة الحسن الثاني ادتها فرق موسيقية من الداخلة واوسرد وبوجدور والسمارة.

ويتضمن برنامج المهرجان إقامة سمر صحراوي في الشعر الحساني وسهرتين فنيتين بمشاركة فرق موسيقية حسانية من الداخلة وكلميم والعيون وطانطان وآسا وفرقة ” ايدومها “من موريتانيا الى جانب تنظيم ندوة حول موضوع “الابل في الشعر الحساني”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد