المسؤول الليبي السابق موفق حواص ” الاتحاد المغاربي هو حلم مستحيل أن يتحقق أو ينجح في هذه الظروف “

حوار الاربعاء / سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم اربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع وأحداث مهمة.

حوار الاربعاء في حلقته السابعة مع السيد المستشار موفق حواص الدبلوماسي السابق ومنسق العلاقات الليبية المغربية في حكومة الإنقاذ السابقة ومبعوثاً شخصياً لرئيس وزرائها وممثلاً لها كما شغل منسقاً لفريق المؤتمر الوطني في مفاوضات الصخيرات بالمغرب ، وغيرها من المسؤوليات.

س : حدثنا عن الوضع بليبيا الشقيقة بعد سقوط القذافي ؟

ج : بعد القذافي وحكمه الدكتاتوري وتهميشه لكل معالم دولة المؤسسات واختزالها في شخصه ومن يدور في فلكه وعند انهيار هذا النظام لاشك ليبيا كانت تحتاج إلى إعادة بناء مؤسسي ودستوري الذي يحتاج إلى مجهود كبير وكبير جدا والسرعة حتى لا يحدث فراغ يؤدي إلى مزيد من تفتت ما تبقى من دولة ليبيا ، بعد القذافي ليبيا كانت متعطشة إلى الديمقراطية والقانون ومؤسسات دستورية يطمئن تحت مظلتها المواطن ويضمن حقوقه ، بعد القذافي وجدت الدول فرصة مناسبة جداً مع الأمم المتحدة للتدخل في الشأن الليبي بطريقة أفسدت ذلك الحلم الذي نادت وحاربت من أجله فبراير. وقد يرى البعض وأنا منهم أنه طبيعي ما حصل بعد انهيار القذافي لغياب أي معالم للدولة لتكمل فبراير بناءه أو حتى ترميمه يعني ليبيا تركها القذافي ركام والأمر واضح ويطول الكلام فيه وقد نتطرق لبعضه في سياق حوارنا هذا.

س : يقال مايسمى بالربيع العربي هو خريفا عربيا أتى على الأخضر واليابس هل صحيح ؟

ج : لا من الظلم تسميته خريف هو فعلاً كان ربيعا. ولكن الأنظمة التي قام ضدها هذا الربيع لم تستسلم بسهولة وتذعن لإرادة شعوبها الرافضة لها ، فاستمرت خطط التدمير التي كانت تحت مظلة أنظمة بين قوسين وإلا خذ ليبياً مثل واضح لا يحتاج إلى جهد لفهم أنه لم تكن هناك أي تنمية حتى يأتي الربيع ويدمرها البنية التحتية كالتعليم والصحة وغيرها الكثير وخرجت للعلن وبكل الأساليب لتدمير هذا الربيع ومحاولة رجوعها للسلطة ، وهي من تروج لمصطلح الخريف العربي وهي سياسة قديمة جديدة لمحاولة إعادة الشعوب أن تتمنى رجوع هذه الأنظمة بزعم أنها توفر الأمن والإستقرار وهذا غير صحيح لأنها لم تكن توفر الأمن والإستقرار بل كان قمع لكل شيء حتى يتهيأ لك أن الوضع جيد ومستقر ، هو ربيع عربي لم يُزهر بعد وسيزهر إن شاءالله .

س : مطلب البعض هو إجراء الانتخابات باعتبارها الوسيلة الوحيدة لإضفاء الشرعية على المؤسسات الوطنية لمنع ليبيا من الانزلاق نحو المزيد من الانقسامات هل هذا صحيح ؟ وكيف ؟

ج : نعم الإنتخابات هي الوسيلة التي من الممكن أن تؤدي إلى إستقرار ليبيا ، ولكن ليبيا حالياً تعاني من هذا الإنقسام وإذا لم تنتهي أسبابه لن تكون هناك إنتخابات بل من المستحيل أن تجري وهناك مناطق خارج سيطرة الحكومة في طرابلس وتعرفون طبعاً حفتر وتمرده على الحكومة في طرابلس ، والبرلمان الذي يدعم هذا التمرد من حفتر ومحاولاته إنشاء حكومات موازية ، إذا لم يتم إنهاء الأسباب لن تنجح أي انتخابات وهذا طبعاً يُسعد الساسة الذين في المشهد حالياً فالجميع بدون استثناء يطمح للبقاء في السلطة .

س : زيارة وزير الخارجية التركي إلى ليبيا هل هناك تقارب في الرؤى وإيجاد الحلول للوضع اليبي؟

ج : تركيا لاعب أساسي في الملف الليبي بل هو الأقوى تأثيراً فيه، وهي تبذل جهدا كبيرا لحلحلة الوضع في ليبيا وكانت داعم كبير وأساسي في المحافظة على التوازن العسكري والسياسي بين فرقاء ليبيا، والزيارة الأخيرة تأتي في هذا السياق أضف إليه زيارة الرئيس التركي لمصر وتوقيتها في ظل تحركات إقليمية ودولية بخصوص الملف الليبي كل ذلك يؤكد حرص تركيا لاستقرار ليبيا وليس بالضرورة وجود تقارب بالمعنى الدقيق ولكن تبادل وجهات النظر للحل المجدي للوضع في ليبيا الذي لازال يعاني من التدخلات السلبية من بعض دول جوار ليبيا والدول الأوروبية التي تدعم الطرف المتعنت وأقصد به حفتر والبرلمان.

س : قال رئيس حكومة الوحدة في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، إن حكومته “ستكون آخر مرحلة انتقالية” في البلاد هل في نظرك صحيح ؟

ج : هذا كله من باب الدعاية السياسية للدبيبة ليظهر بأنه حريص على إنهاء المراحل الإنتقالية، الدبيبة لا يُخفي طموحه السياسي للبقاء في السلطة أو الترشح في حال حصلت إنتخابات وهو حق مشروع لكل مواطن .أتمنى كأي مواطن ليبي أن تكون هذه آخر حكومة إنتقالية، ولكن لا توجد جدية من كل الأطراف .

س : الوضع المغاربي البعض يقول متشردم كيف تنظر لذلك ؟ وماهي الحلول لإحياء الاتحاد المغاربي ؟

ج : نعم جداً ولا داعي لمخادعة أنفسنا لأن كل دوله لها رؤية خاصة لا تتفق مع الأخرى وكل دولة من دوله لها إرتباطات دولية غالباً تتعارض مع البقية وهكذا .

س : هل لازلنا نحلم ببطاقة الهوية تتم زيارة الأقطار الخمس المغاربية في ظل اغلاق الحدود بين الدول ومنع الأجواء ؟

ج : لقد أجبت أنت بسؤالك فهو حلم وسيظل حلم على الورق، من المستحيل أن يتحقق أو ينجح هذا الإتحاد في الظروف هذه ، التفاوت الإقتصادي والعلاقات المضطربة خصوصاً المغرب والجزائر والهاجس الأمني وتوابعه، الموضوع بعيد جداً عن الواقع.

س : هناك حروب وتوتر في الكثير من المناطق العربية ماهي انعكاسات ذلك على التنمية العربية ؟

ج : شيء مؤسف فعلاً ما يحدث، الحروب مدمرة للشعوب والعائق الأساسي لأي تنمية أو بناء البلدان التي تحتاج إلى إستقرار سياسي وأمني واجتماعي ، والأكثر إيلاما ً نتائج هذه الحروب يستمر لسنوات طويلة قادمة حتى على افتراض انتهائها الآن وهو كما تفضلت يدمر أي أمل في التنمية والبناء.

س : ماهي انعكاسات الحرب بغزة على القضية الفلسطينية؟

ج : مؤسف ومحزن ما يجري في غزة من عدوان وتدمير ، لننظر إلى الإيجابي من هذه الإنعكاسات وهو عودتها إلى الواجهة بقوة وأنه لابد من إيجاد حل عادل لهذه القضية التي تكاد أن تُنسى وكأنه لا يوجد شعب فلسطيني صاحب حق أنا أرى قد أثارت القضية واعادتها بقوة للواجهة .أما السلبية منها وهي الضحايا الأبرياء والدمار الهائل الذي مع الأسف نراه يتفاقم كل لحظة .

س : الصمت العربي إزاء مايحدث بغزة ماهي قراءتك لذلك؟

ج : شيء محزن هذا الصمت ، ولكن عندما نعرف حقيقة معظم هذه الأنظمة يكون تقييم ردة فعل هذه الأنظمة من السهل جداً ولا يحتاج إلى قراءة أو تحليل .
شكراً لكم نتمنى لإخواننا في غزة أن تتوقف هذه الحرب الظالمة .

 

المصدر ميديا : المحجوب الانصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد