السيدة خديجة بنت خويلد

بقلم: ذ ماءالعينين ماءالعينين

ونحن في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، نستحضر في كثير فخر واعتزاز، مواقف كبيرة واستثنائية، لبعض أمهات المؤمنين تنم عن قوة شخصياتهن، واستقلال آرائهن ،حتى ولو كن في بيت الرسول الكريم،مما يعني سهره ص على احترام كبرياء المرأة، واحترام حقوقها، وكل مايضمن عزتها وكرامتها وشموخها.

أقف هنا وقفة تقدير وإكبار وإجلال، عند زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ض.إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، حديث شريف، يدل على ماكان سائدا قبل الإسلام من مكارم ومكرمات وأخلاق حسنة يصل بعضها حد التقدم الذي نعيشه في عصرنا الحاضر .أقره الإسلام، واسترشد بهديه، وبنى عليه ركائز دعوته.

من ذلك مثلا، ما أقدمت عليه سيدة نساء قريش خديجة بنت خويلد ض،حينما أرسلت في طلبه ص وهي أرملة في الأربعينيات، وعرضت عليه أن تخطبه لنفسها وهو حينئذ في الخامسة والعشرين من عمره. لم تراع فارق السن،ولا ماكان سائدا حينها، -ولايزال الى اليوم-من التقاليد والأعراف، ولاوضعيتها الإجتماعية والإعتباربة الحفيلة بالثراء المادي والمعنوي، ولاخمنت كذلك في ردة فعله، وماسيقال عنها،وهذا لعمري موقف حضاري ومتقدم ،يستجيب لرغبات القلب وقدسية العاطفة الجياشة ولكن في عفة وطهارة ونقاوة،تعجز عنه غيرها من النساء .

أتاها ص من غار حراء حيث كان يقيم الأيام والليالي في عبادة ربه، والتفكر..،حين فاجأه الحق قائلا وهو يرتجف:

زملوني زملوني. وما إن ذهب عنه الروع، وعاوده الحق، أصيب بحالة من الهلع والجزع ، حتى أنه “ص” هم بإلقاء نفسه من أعلى جبل، فإذا بجبريل عليه السلام يقول له:يامحمد أنا جبريل، وأنت رسول الله….
أتى إلى خديجة،فأخبرها بخبره، هدأت العظيمة من روعه في غير خوف ولاوجل،وهي تقول له في كثير طمأنينة وارتياح:أبشر فوالله لايخزيك الله أبدا. ووالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكَلٌَ،وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.لم تكتف بذلك، بل قالت له ص وهي تريد إقناعه بصدق نبوءته-:يابن العم،أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟قال:نعم، جاءه جبريل كما كان يأتيه، وبعد أن أخبرها، طلبت منه أن يجلس على فخذها اليسرى،بعد امتثاله لأمرها، سألته هل تراه، قال:نعم،أمرته عندها بالقعود على فخذها الأيمن، إمتثل لأمرها، فسألته ثانية هل مازال يراه؟فكان جوابه كذلك نعم، عندها طلبت منه الجلوس في حجرها، فتحول فجلس في حجرها، فقالت هل تراه؟،فكان جوابه نعم،عندها كشفت عن رأسها الحجاب، وألقت خمارها والرسول الكريم جالس حيث كان، ثم قالت:هل تراه؟،قال لا،عندها قالت والسرور يغمرها:يابن عم،أثبت وأبشر، فوالله إنه لملك وماهو بشيطان.

رضي الله عن هذه العظيمة، والقدوة الكبيرة،سيدتنا خديجة بنت خويلد. وإلى ومضات أخرى من تلك الومضات البهية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد