أمال بورقية ” عملية تبرع وزراعة الأعضاء البشرية لازالت مع الاسف جد ضعيفة بالمغرب”

حوار الاربعاء/ سلسلة حوارات في مجالات متعددة تنشر كل يوم اربعاء يفتح من خلالها النقاش مع العديد من الأسماء الشاهدة على وقائع وأحداث مهمة الحلقة 18مع البروفيسور امال بورقية رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة أمراض الكلي وصاحبة كتاب حول التبرع بالأعضاء كما تقود حملات في هذا المجال معها هذا الحوار :

س : كيف تقييمين عمليةالتبرع بالأعضاء البشرية بالمغرب؟

ج : كما نعرف عملية تبرع وزراعة الأعضاء لازلت مع الاسف في موقع جد ضعيف و عدد الاشخاص الذين أجريت لهم هذه العملية لا يفوق 620 عملية منذ اكثر من 35سنة يعني سنة 1986 وهذا الرقم لا يشرف المغاربة ولا الأطباء ولا العاملين في الميدان الطبي ويبقى العدد جد ضئيل والأشخاص المسجلين في لوائح التبرع لا يتعدى عددهم 1200 شخص لحد الان يعني منذ ظهور قانون التبرع وهو عدد غير مطمئن .

س : ما سبب ذالك؟

ج : يعود ذلك الى اشياء عديدة كما نعرف تبرع وزراعة الاعضاء هو موضوع شائك يعني يتدخل فيه كل ماهو إجتماعي ، اقتصادي ، ديني وطبي …، وكل هذه الاشياء متشابكة حيث لا يوجد علاج طبي محض الذي نقدر على تطويره بآلة سوى التبرع وهذا لن يكون إلا بتغيير القانون لننهض بهذا العلاج لان التبرع بالأعضاء علاج طبي .

س : البعض يرجع ذلك الى غياب التحسيس و ترسيخ ثقافة التبرع بالأعضاء داخل المجتمع المغربي هل صحيح ؟

ج : نعم يرجع الى عدم التحسيس ونتحدث عن هذا الموضوع مناسباتيا فقط في اليوم العالمي وجمعيتنا تقريبا الوحيدة التي تشتغل على هذا الجانب وهو تحسيس المواطن ، والعملية مسؤولية الجميع منها وسائل الإعلام وتواصله كما يجب القيام بالعديد من الاشياء لكي نوعي المجتمع بثقافة التبرع ونلامس الشباب، اطفال،ومؤسسات من كليات ومدارس الى آخره.

س : البعض يتخوف من التلاعب بالأعضاء والاتجار بها هل هناك مايبدد تلك المخاوف ؟

ج : لا يوجد اي تلاعب ولا اي شيء كما ذكرت كما يقول الناس بل العملية يؤطرها قانون.

س : قمتي بتأليف كتاب حول التبرع بالأعضاء هل لقى إقبالا وما الغاية منه ؟

ج : الكتاب حول التبرع وهو الوحيد كما نعرف في المغرب وحتا في افريقيا وفي الدول العربية الذي يتحدث عن التبرع بالاعضاء وزراعتها حيث أردت القيام بالتوعية بعدما لاحظت عدم الإقبال على العملية ولحد لان يوجد اشخاص لايزال ينتظرون أعضاءا بل أغلبهم يموتون لانه لم تكن لديهم زراعة منهم اطفال وشبان وشابات الى …، اما الإقبال على الكتاب فكما نعرف انه لا يوجد إقبال على الكتب عموما ولا يوجد اي إقبال من طرف كذلك المسؤولين ونحن الان نشتغل على نقطة في هذا الكتاب وهي اشعار المسؤولين السياسيين بالخصوص ان يساعدوا في تغيير القانون لكي يكون جميع المغاربة متبرعين ومن يرفض هو من يقوم بتسجيل نفسه في سجل الرفض.

س : الفصل الاول من قانون التبرع يحث على أن المتبرع الحي فقط لفروعه واصوله، هل هذا يحد من مجهودكم ؟ وهل وجب أن يكون النضال لتغيره ؟

ج : بالنسبة للمتبرع الحي نحن ليست لدينا مشكلة كبيرة، الفروع والأصول إلى آخره، لأن هذا وضع للحد من التلاعبات، فنحن نريد تشجيع كل متبرع بعد الممات يعني عندما يكون الشخص في موت دماغي، ونضالنا لتغيير القانون هو أن كل المغاربة يصبحون متبرعين وليس العكس، الإنسان الحي ولو يتبرع لعائلته ذاك شىء ايجابي، للإشارة فقد أنجزت بحثا وجدت أنه على الأقل %60 من الناس الذين يتعالجون بالتصفية وهم ما يقارب حاولي 38000 فرد لديهم متبرع حي، لماذا الاخرين لا يريدون التبرع؟ ولماذا لا نشجعهم؟ ، فهناك تساؤلات كثيرة، التي يلزمنا كل مرة طرحها لنشجع هؤلاء الناس للتبرع لعائلاتهم وأقاربهم على الاقل ليخرجوا افرادهم من مشاكل التصفية وصعوبتها، ليسترجعوا حياة شبه طبيعية

س : نفس القانون يمكن للمتبرع قيد حياته أن يتراجع عن قراره السابق دون أي متابعة هل يكبل عملية التبرع؟

ج : لا لا أبدا هذه حرية شخصية، وهذا ما يحث عليه القانون لحد الآن ونحن نطالب بتغيره، نحن كم لدينا، فقط 1200 مسجل عن ماذا سيتراجعون ؟ هل هم موجودون أصلا ؟ هم ليسوا موجودين، يعني بصراحة العملية ضعيفة جدا، تغيير القانون هو الأساس، نحن قمنا بهذه التوصيات سابقا بحضور المسؤولين والمهتمين بهذا الموضوع، الوزارة، مؤسسات التغطية الصحية وأطباء في جميع القطاعات يعني الحكومي، العمومي والعسكري إلى آخره، تبين بأن مبالغة الناس في أمر التبرع والتخوف من أشياء لااساس لها سبب في عدم الاقبال، والمشكل ليست لذينا خيارات اخرى نجلب بها الأعضاء البشرية فقط من المتبرعين قيد الحياة يجب أن تكون لدينا ثقافة التبرع والألمام بالموضوع ، لأن تارة لديك شخص يريد التبرع وغالب الأحيان عائلته تمنعه من التبرع قيد حياته، فهذا الشيء يضعف العملية مع العلم بأن التبرع هو من أسمى معاني التضحية والتآزر في المجتمع، خصوصا بعد الوفاة علما ان أعضائنا دون التبرع ستضيع ولن يستفيد منها أحد.

س : ماهو برنامج جمعيتكم المستقبلي للتحسيس بعملية التبرع؟

ج : اظن ان جمعيتنا استخدمت كل الوسائل من حملات رقمية واستعمال وسائل التواصل الإجتماعي الى آخره دون جدوى والهدف الآن هو تغيير القانون لأن التغيير لايقتصر فقط على الناس يصبحو متبرعين سيتوجب على المغاربة التفكير في موضوع التبرع بالأعضاء البشرية ويعرفون المعلومات الصحيحة لهذا الموضوع ويتناقشون مع عائلاتهم والاقارب وهذا سيكون الدافع لمشاركة المجتمع في التبرع. كما نعرف ان الدول المتقدمة في التبرع وزراعة الأعضاء مثل دولة اسبانيا التي تحتل المرتبة الاولى فهي كذلك غيرت القانون للتخفيف على المتبرع من التنقل إلى المحكمة الى آخره، كلنا متبرعين ومن لايرغب فقط يجب عليه التفكير في ذلك ويسجل نفسه على انه لن يكون متبرعا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد