قبل عشر سنوات عرف الاعلام الورقي بالاقاليم الجنوبية اشعاعا كبيرا ، حيث اصدرت العشرات من العناوين وتتناول مواضيع الجهة، وبسرعة أصبحت في خبر ” كان “.
يقول مولود زهير، مدير ورئيس تحرير جريدة “درعة” الصادرة من جهة كلميم وادنون في تصريح للمصدر ميديا : “تعيش الصحافة المكتوبة منذ سنوات تراجعا مضطردا بسبب شح الموارد المالية والدعم المخصص للصحافة الجهوية، ونحن في جريدة “درعة” اضطررنا للتوقف عن الصدور قبل سنوات لهذه الأسباب، وعدم قدرة العاملين فيها على مواصلة التضحية لأن عملهم كان تطوعيا دون مقابل بحكم ضعف الموارد المالية المتحصلة من بيع نسخ الجريدة في مقابل ارتفاع تكاليف الطبع، وكذلك للانهاك المادي نتيجة تحمل أعضاء الطاقم الصحفي لمصاريف الطبع من مالهم الخاص”، يضيف زهير “هذا الوضع عاشته جل الصحف بالأقاليم الجنوبية التي كانت تحظى بمتابعة مهمة من طرف القراء بهذه الربوع”.
ورجح ذات المتحدث أن السبب في توقف هذه الجرائد هو ” تتحول انظار القراء نحو الهواتف المحمولة التي عجلت بنهاية عدد كبير من الصحف الجهوية، فيما بقيت أخرى تعاني وتجاهد للبقاء على قيد النشر بالامكانيات الذاتية لمدرائها، وتحولت بعضها إلى صحف إلكترونية، فأغلب الصحف التي كانت ذاك الوقت لذيها اقبال اصبحت متوقفة ” ياتي غياب الجرائد الورقية اولا لانعدام الدعم المادي الذي هو بالاساس والوسيلة الوحيدة التي تضمن استمراريتها .تم ثانية غزو الاعلام الالكتروني على الساحة “.
يقول ويسي عبد الحي مدير اول جريدة بالصحراء -سادس نوفمبر- .كما لازال يتوق لاسترجاع مكانتها في تصريح لجريدتنا ” رغم الاكراهات تبقى الجرائد الورقية هي الركيزة الأساسية للاعلام لانها تشكل ارشيفا للمستقبل”.
هذه الجرائد يرجع البعض اسباب اندثارها الى ” اولا الجرائد الجهوية لم تكن مؤسسة اعلامية حقيقية ولذيها مداخيل مادية ومستشهرين كانت تعتمد على مداخيل التهانىء او اعلانات ادارية بسيطة او على حوارات مؤدى عنها ولم تكن مؤسسة مهيكلة بحيث نجد الجريدة تظم في هيئة تحريرها ثلاثة اشخاص من بينهم مدير النشر وعائلته ” يقول عبد الحميد العماري مهتم بالاعلام الجهوي. كما يضيف ” اول هزة عصفت بهذا الاعلام الذي كان اصلا هشا “.
اذا كان عبد الحميد يرجع الاسباب الى غياب اعلام جهوي قوي فان السالك بورحيم له اسباب أخرى ” الاعلام الجهوي لذينا يقتصر على الاخبار ومع الاعلام البديل والسرعة في نشر الاخبار وتغطية الاحداث تارة مباشرة اصبح الاعلام الجهوي الورقي متجاوزا حتى وطنيا مما جعل اغلبه يتجه للتحقيقات والاستطلاعات والحوارات دون الاعتماد كليا على الاخبار “.
هو اعلام جهوي كان يعيش المجد قبل ان يجد نفسه متجاوزا بفعل العولمة .