هل أخطأ مزوار التقدير؟

كشفت لغة بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عقب التعليق الذي أدلى بها صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال الجلسة العمومية الأولى لمؤتمر السياسة الدولية بمراكش، أمس السبت، جول ما يقع من حراك داخل الجزائر، عن الحزم الشديد التي تتعاكل معه الدولة المغربية فيما يتعلق بعلاقاتها الخارجية وخصوصا مع الجارة الجزائر.

تصريح مزوار كما أكد  تعقيب للمحلل السياسي منار السليمي، انه تصريح “خطير وغير محسوب ومن المتوقع أن يرفع سقف الأزمة في العلاقات المغربية الجزائرية، والخطير ان هذا التصريح يأتي في وقت تعيش فيه هذه العلاقات نوعا من الهدوء منذ سقوط نظام بوتفليقة “

وقال منار في تدوينة خاصة به عبر حائطه باحد المواقع الاجتماعية ” تثار تساؤلات كثيرة حول توقيت هذا التصريح داخل منتدى يجمع العديد من السياسيين والاقتصاديين والخبراء من مجموع دول العالم، فالسيد صلاح مزوار بصفته وزير خارجية سابق ورئيس لأكبر تجمع اقتصادي ومالي في المغرب ( الاتحاد العام لمقاولات المغرب ) يرتكب خطأ كبيرا لكونه رئيس سابق للدبلوماسية المغربية يفترض فيه التحفظ في تصريحاته ويفترض فيه ان يضع أمامه مبدا يشتغل به المغرب وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، فدعوة الجيش الجزائري أمام ملتقى دولي بأن يتقاسم السلطة مع المحتجين يعد تصريحا خطيرا من المتوقع جدا ان يتم توظيفه من طرف السلطات الجزائرية ، وقد تابعنا طريقة رد قائد الجيش منذ أيام على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي ولاحظنا كيف تجنبت شخصيات دبلوماسية سابقة من دول كثيرة عدم التعليق على الوضع في الجزائر لأنهم يدركون جيدا حساسية الجزائريين اتجاه التصريحات الخارجية”.

وإعتبر السليمي أن “مزوار ارتكب خطأ كبيرا في ظرف دقيق توجد فيه نفسية قائد الجيش في ظرفية صعبة نظرا لاستمرار الاجتجاجات للاسبوع الرابع والثلاثين على التوالي، وفي وقت يبحث فيه قائد الجيش عن أي ورقة لتوظيفها في الأزمة الداخلية، لقد حافظ المغرب على قاعدة مبدا عدم التدخل وتجنبت الدبلوماسية المغربية التعليق على الأزمة الجزائرية لأنها شأن داخلي يهم الجزائريين”.

وأوضح المحلل السياسي، أن تصريح صلاح الدين جاء “ليكسر كل لحظات الهدوء والتفاؤل الذي بدأ يروج في الأفق بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية، فتصريح الرجل لن تنظر إليه السلطات الجزائرية انه تصريح رجل عادي قد يكون صادر عن إعلامي أو جامعي أو حقوقي وإنما من رجل دبلوماسي سابق ورئيس لتجمع اقتصادي وزعيم سابق لحزب سياسي ،لقد أعطى مزوار ورقة للقايد صالح لاستعمالها داخليا وخارجيا .والملاحظ أن شخصيات دبلوماسية سابقة كثيرة مغاربية وعربية فرنسية وأمريكية تجنبت الدخول في توصيفات للازمة الجزائرية لكونها تدرك جيدا طبيعة نفسية السلطات المدنية والعسكرية الجزائرية ولا اعرف كيف لم ينتبه دبلوماسي سابق يفترض فيه أن السنوات التي قضاها في وزارة الخارجية علمته قاعدة قانونية تقوم على مبدأ عدم التدخل وقواعد سيكولوجية مرتبطة بمعرفة نفسية الحكام في لحظات الازمات “.

تصريحات مزوار مرة بردا وسلاما، وهو ما عبرت عنه صحيفة “الشروق” الجزائرية، القريبة من صناع القرار في الجزائر، أن “صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي الأسبق والرئيس الحالي لاتحاد العام لمقاولات المغرب، أعلن استقالته من منصبه بعد توبيخ من الحكومة بشأن تصريحات حول الوضع في الجزائر”، حسب تعبيرها.

وأضافت ذات الجريدة “هذه الإستقالة جاءت بعد وقت قصير من بيان لوزارة الشؤون الخارجية المغربية وصف فيه تصريحات مزوار حول الأوضاع في الجزائر “بالمتهور والأرعن”.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد وجهة إنتقاذات لاذعة لرئيس “الباطرونا”، واصفة تصريحه بـ”السلوك الأرعن”، قبل ان يعلن الرجل عن إستقالته منهيا مسارا أذلته السياسة وتبعه الإقتصاد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد