عيد الأضحى في زمن الجائحة: المغاربة أمام ورطة الإكراه الاجتماعي أكثر من إحياء الشعيرة الدينية

على مقربة أسابيع قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك الذي يأتي هذا العام في ظروف استثنائية فرضتها جائحة “كورونا”، أصبحت عدد من الأسر المغربية إثر تأثيرات الجائحة في ورطة الإكراه الاجتماعي أكثر من الديني، ستتحمل فئة كبيرة منهم عناء البحث عن أضحية العيد مكرهة، مستسلمين لسلطة اجتماعية نافذة أكثر منها إحياء الشعيرة الدينية.

ويتعدى عيد الأضحى في المغرب بعده الديني ليصل إلى أبعاد أخرى يبقى فيها ذبح الأضاحي ضرورة لدى الأسر المغربية وخاصة الأسر الفقيرة ومتوسطة الدخل مهما كانت التحديات والضائقات المادية.

الاحتفال بشعيرة العيد هذا العام سيثقل كاهل العديد من الأسر المغربية المطالبة بأداء مصاريف كثيرة كواجبات استهلاك الماء والكهرباء ومستحقات المدارس الخصوصية العالقة، منذ شهر مارس الماضي، والقدرة على تحمل تكاليف الدخول المدرسي المقبل وواجبات إعادة التسجيل، الأمر الذي قد يفاقم معاناة الأسر بفعل تبعات الجائحة وتهديدات أرباب المدارس الخاصة التي شرعت في توجيه إنذارات لأولياء وأمهات التلاميذ ممن تأخروا بتسديد ما بذمتهم من مستحقات، وغيرها من النفقات الأخرى التي ستؤثر بلا شك على الأسر خاصة تلك التي لم تشتغل طيلة فترة الحجر الصحي.

الظرفية الاستثنائية التي يعيشها المغرب على غرار باقي دول العالم بفعل الجائحة وتأثيراتها المباشرة على الأسر، دفعت الاتحاد المغربي للشغل إلى مطالبة الحكومة بضرورة تمديد الدعم للأجراء الذين توقفوا مؤقتا عن العمل ولباقي الفئات المتضررة، لتشمل أشهر يوليوز، غشت و شتنبر، لمواجهة ارتفاع كلفة العيش خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، والدخول المدرسي، في ظل التدهور المستمر للقدرة الشرائية لهاته الفئات بسبب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الكارثية لجائحة (كوفيد 19).

ومنذ السنوات القليلة الماضية، يخلق تزامن العطلة الصيفية مع عيد الأضحى ثم الدخول المدرسي وضعية خاصة يصعب تدبيرها بالنسبة لعدد كبير من العائلات، إذ تشكل عبئا ثقيلا على ميزانيات الأسر وتصبح بذلك مضطرة إلى اللجوء للاقتراض.

وكان حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي قد رفع مقترحا إلى رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني قصد إلغاء عيد الأضحى هذه السنة، وذلك بسبب تداعيات فيروس “كورونا” المستجد على البلاد، معتبرا أن إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى هو مقترح “وجيه، وسبق للمغرب أن طبقه في سنوات الجفاف والحرب في بداية الثمانينات”.

الحزب أشار إلى إن غالبية المواطنين المغاربة “لن تكون هذه السنة قادرة عل على اقتناء الأكباش، وحتى بالنسبة للقادرين على ذلك، من الأفضل المساهمة بمبلغها لصندوق دعم كوفيد-19”.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد