عدنان الكنوني: المستقبل أخضر مبادرة تهدف إلى تغيير العقليات تجاه البيئة والحكومة تسير مع التطور البيئي ببطئ

بطموح كبير، يقود الشاب المغربي عدنان الكنوني مبادرة تهدف إلى الاعتناء بالبيئة وجمالية المدن، تحمل اسم “المستقبل أخضر”، حيث انخرط قبل أكثر من سنتين في مشروعه الذي يهدف إلى تشجيع الشباب على تعلم مهارات جديدة من خلال زراعة النباتات، مقتنعا بأن التعليم هو أحد أكثر الطرق فعالية لتعزيز التنمية المستدامة.

ولمعرفة تفاصيل هذه المبادرة الخضراء وأسسها ومرتكزاتها، أجرت “المصدر ميديا” مع صاحب المبادرة عدنان الكنوني الحوار التالي:

حدثنا عن مبادرة المستقبل أخضر

ولدت مبادرة “المستقبل أخضر” من الرغبة في إشراك المدرسة في أنشطة الحفاظ على البيئة، وتهدف إلى تحويل المناطق المهجورة في المدارس إلى وحدات لإنتاج الزهور وحدائق نباتية عضوية.

تعود أصول هذه المبادرة إلى خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 59 لثورة الملك والشعب ، حيث قال: “إن تطوير النموذج الفريد الذي تم تصميمه لمجتمع مغربي مرتبط بهويته وقائم على التضامن بين جميع مكوناته ، لا يمكن أن يحقق أهدافه إلا بالاعتماد على قوة وإبداع الشباب المغربي “.

من خلال أنشطتها في مجال التربية البيئية، ترغب جمعيتنا في تأكيد فكرة راسخة بعمق في أذهان الشباب المغربي: “نحن نرفض الاعتراف بوجود نقص في القدرات التنموية للأمة المغربية. نحن مقتنعون بأنه يمكننا جعل هذا البلد أرضا ملونة. ونؤمن أنه من الحكمة أن نوفر لكل المغاربة مكانا يستحق العيش فيه، بكرامة وجمال.

– ما هي الأسس التي تقوم عليها مبادرتكم لتعزيز التنمية المستدامة؟

نريد تغيير عقليات وموقف السكان تجاه الخلق ولكن قبل كل شيء الحفاظ على المساحات الخضراء، إنه طريق طويل يستغرق أجيالا من العمل، لكن النتائج يمكن أن تكون رائعة.

من خلال برنامج فعال للتثقيف البيئي على المستوى الوطني، في غضون 25 عاما، لن تكون هناك مزابل عشوائية للقمامة في جميع أنحاء المغرب، خاصة في الأماكن العامة حيث ستكون هناك حدائق خضراء وورود.

إنها ظاهرة اجتماعية مدفوعة باهتمام متجدد ببيئة نظيفة وغذاء صحي، كرد فعل للتصنيع المفرط لصناعة الأغذية، وجذب المزيد من القرب من الطبيعة … وفوائدها.

وبالتالي ، فإن إنشاء حدائق التضامنية في قلب المدن سيسمح بما يلي:

استنساخ حديقة “كيوكينهوف” بالمغرب،

زراعة مليون زهرة ونبات زراعي ونبات طبي بحلول عام 2027 ،

تقليل تكاليف صيانة المساحات الخضراء والحدائق بنسبة 80٪ على الأقل ،

تجميل المدن،

خلق وظائف مستقرة ،

إدخال أنواع زراعية ونباتية جديدة في المغرب.

وتلبي هذه الحدائق أهدافا متعددة ، بما في ذلك احترام التنمية المستدامة، التثقيف في الأكل الصحي، دعم مسار الاندماج المجزي وإتاحة الفرصة لأنشطة التنمية الاجتماعية.

ويمكن تصنيفها هذه الحدائق إلى ثلاث فئات رئيسية:

الحدائق التضامنية: هي حدائق تقوم الجمعية بخلقها داخل الأحياء السكنية وتضم بالإضافة إلى الزهور، الخضراوات، وبعض الفواكه والنباتات الطبية، جميع المنتوجات هي ملك لساكنة الحي الذين شاركوا في غرسها والاعتناء بها.

الحدائق البيداغوجية: الهدف منها تعليم الأطفال طرق البستنة والأنشطة الفلاحية، وهي تتمركز داخل المؤسسات التعليمية، ولدينا برنامج عمل واضح للوسائل ومجمل الأنشطة المرتبطة بهذه الحدائق.

حدائق إعادة الإدماج: تعنى بتوفير مصدر دخل قار للنساء في وضعية صعبة، وكذلك إعادة إدماج السجناء السابقين في المجتمع من خلال توفير عمل شريف يمكنهم من تفادي العودة للسجن من جديد، ويتم بيع الإنتاج وتقسيم الأرباح بين العاملين وذلك ضمن ما يعرف بالتجارة العادلة.

– تم اختيار المبادرة من طرف اليونسكو هذا العام، كيف جاء ذلك وهل ستكون هذه الخطوة بدخول المبادرة باب العالمية مفيدة لها على المدى البعيد؟

يعتبر اختيار هذا المشروع من طرف اليونسكو كاعتراف من هذه المؤسسة بأهميته وفعاليته على المدى البعيد، وسيكون مفيدا جدا لهذه المبادرة حيث أننا حاليا نتلقى رسائل من أشخاص ومنطمات عالمية من أجل العمل على تطوير هذا المشروع، ويؤسفنا حقا أن أهل الشأن في هذا الموضوع في هذا الوطن، لا علم لهم ولا خبر، رغم أننا حاولنا التواصل معهم بجميع الوسائل الممكنة.

– كيف ترى أهمية الانتقال البيئي ضمن السياسات الترابية للمغرب؟

أرى أننا نسير بخطى بطيئة جدا، ونسبح في منظومة فاسدة لن تتيح بلوغ التطور المطلوب. الريع والمحسوبية، ودفع المصلحة الخاصة على المصلحة العامة هي أمور تؤثر على جودة النتائج… فعلى سبيل المثال، في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو الزراعة البيولوجية، لازالت وزارة الزراعة بالمغرب تحث الفلاحين على استعمال المبيدات الحشرية، البذور المطورة جينيا.

نحن، وكأقل تقدير، متأخرون عن العالم بحوالي 20 سنة.

– هل أصبح اليوم في ظل التحديات التي نعيشها ضرورة تبني سياسة بيئية بتدابير جديدة؟

نحن نعيش جميعا فوق هذه الأرض، ونتجه بتصرفاتنا اللامسؤولة إلى الهاوية، يجب أن نفهم أنه لا توجد أرض أخرى يمكن أن نعيش عليها، وأن ارتفاع درجات الحرارة سيكون خرابا على الجميع، ولا أحد بمنئى عن اثاره.

ولأكون صادقا معكم، انا لا أثق في قدرة وحكمة الحكومة المغربية على توفير النصوص التشريعية التي يمكنها النهوض بهذا القطاع ففاقد الشئ لا يعطيه.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد