شهداء من قبيلتنا…

منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة والشهداء يتساقطون تباعا رجالا ونساء وأطفالا، دمار في كل مكان وبيوت سويت بالأرض، صور تدمي القلوب تصلنا في كل ثانية .

الوضع في غزة مؤلم وكارثي بكل المقاييس، ولم يسلم من العدوان حراس الكلمة، الذين يسلطون الضوء على الجرائم الوحشية التي يقوم بها الاحتلال.

إلى حدود كتابة هذه السطور ارتفع عدد الشهداء من الصحافيين الى 24 صحفيا والعشرات اخرين ماتوا نفسيا عندما تم استهداف عائلاتهم انتقاما منهم بشكل مؤلم، بمعنى أن قتل الصحافة تجاوز الممارسين لها ليصل إلى عوائلهم من الدرجة الأولى وهو الأمر الذي يجعل شهداء هذه المهنة بالمئات.

المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية “نصت على أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين” ورغم أن هذه المادة فضفاضة بشكل لايمنح للصحافيين تلك الحماية اللازمة التي لطالما تمت المطالبة بها، ورغم ذلك لايتم تطبيقها على ارض الواقع بل تبقى مثل كل هذه الاتفاقيات حبر على ورق، ويظل التحقيق فيها معلقا الى أجل غير مسمى، وبما أن الحقيقة تظل دائما هي أولى ضحايا الحروب فإن الصحافيين يدفعون ثمن ذلك.

وتنص هذه الاتفاقية على اعتبار الصحافيين مدنيين وهو أمر غريب يوحي بأن المدنيين محميون وهو الأمر غير الصحيح مطلقا، ومانشاهده من حرب ضروس على غزة هو أكبر دليل على ذلك لأنه يأتي على الأخضر واليابس، ولايستثني لا المدنيين ولا النساء والأطفال.

إن استهداف رجال ونساء الاعلام هو محاولة لذر الرماد في الأعين، وتغطية الحقائق المروعة التي يمكن أن يعرفها العالم عن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

ولكن لايعي الاحتلال أن الزملاء الصحفيين الذين يستهدفهم وعائلاتهم لن يثنيهم ذلك عن القيام بواجبهم لعدة أسباب لايتسع المجال لذكرها كلها ولكن نكتفي بالقول أن الواجب المهني والواجب الوطني هي أمور رضعها الشعب الفلسطيني من ثدي الامهات المناضلات منذ نعومة أظافرهن، واكتسبوا الشجاعة والمروؤة من تربية رجال يحملون اكفانهم على ظهورهم، فلسطين أرض لصناعة الابطال، هي الدولة الوحيدة في العالم التي لايوجد بها أطفال..

رحم الله كل الشهداء من قبيلتنا الاعلامية الذين أدوا الأمانة على أكمل وجه..

ورحم الله ابناء الشعب الفلسطيني …

 

المصدر ميديا : حجيبة ماء العينين 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد