الإنتخابات التونسية… التأثير الإستراتيجي

كتب : عمر العلاوي – باحث في العلاقات الدولية

تشير النتائج الأولية إلى فوز الأستاذ الجامعي قيس سعيد بالانتخابات الرئاسية في تونس. وإن كان الأمر كما يعتقد البعض بأنه شأن داخلي تونسي محض، فالأمر عكس ذلك له امتدادات جيواستراتيجية على المنطقة و أخص بالذكر الدول المغاربية و دول البحر الأبيض المتوسط و كل المنطقة المعروفة عالميا بمنطقة MENA – الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

فمنذ بداية السباق الإنتخابي الرئاسي في تونس الشقيقة، تداول بعض المحللين المختصين في الشأن التونسي وفي شؤون المنطقة بأن الأستاذ قيس سعيد هو المرشح الفعلي لحركة النهضة و بأن ترشيح الحركة للشيخ مورو ما هو إلا تسليط الضوء على أرنب السباق في إستراتيجية لمخالفة تستهديف تخفيف الضغط الإعلامي على العداء الرسمي داخل الحلبة.

حقيقة يحمل بعض تفاصيلها الأولوية فعل إعتقال نبيل القروي و إطلاق سراحه وفق أجندة مدروسة تحمل قراءة جيدة للوقت و الزمن السياسي. وهي حقيقة، ايضا ‘ تجلت باقي تفاصيلها بعد الإنتخابات التشريعية و تصريح حركة النهضة و بشكل واضح بدعمها لمرشحها الرئيسي- قيس- لغاية التمكن من مفاصيل الدولة التونسية.

وفي إطار قيادة زعيم التوجه الإخواني إقليميا لحرب على شمال سوريا- اردوغان- لغاية انتخابية داخلية أولا ثم لانقاد مشروع إخواني يحتضر اقليميا، يتضح أن هذا التيار مازال قادرا على فرض تاثيره على المنطقة ككل مستغلا الأخطاء القاتلة للتيار المضاد كالسعودية و الإمارات و مصر و بسب انكماش موقف الفاعل الأمريكي المقبل على إنتخابات رئاسية تهدد عودة ترامب للبيت الأبيض.

مغاربيا الوضع الاستراتيجي في صالح تيار الإخوان في ظل فوز قيس سعيد في تونس، و رفض حكومة الوفاق في ليبيا لقرار ” الجامعة العربية ” ضد تركيا و إحجام النخبة الجزائرية في مجارات الجيش المتحكم في كل شيء. الواقع الحالي في الجزائر سيفرض على الجيش- نكاية بالنخبة الرافضة لتحكم- في تقديم تيار إخواني وصولي و متحكم فيه للعزف على نفس النغمة إقليميا.

فهل الظروف مواتية محليا للإخوان في المغرب قصد الاشتغال على الاستحقاقات المقبلة بكل أريحية في ظل الظروف الإقليمية الحالية؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد