اعترافات مخرج سينمائي مصري -انا “محظوظ ” و شاهين فتح امامي الطريق
القاهرة : ياسر عزالدين
عندما تسأل بعض المخرجين الشباب عن كيفية البداية سوف يحكون بالتأكيد عن صعوبة الخطوة الأولى وكيف عانوا من اجل خروج عملهم إلى النور..لكن مع المخرج السينمائى الشاب امير رمسيس..كان الأمر مختلفا والاعتراف جريئا..بانه كان ومازال مخرجا محظوظا .منذ خطوته الأولى ولم يعانى من اعراض مرض البداية حيث كان الطريق امامه مفروشا بالورود إلى حد كبير
فى هذا الحوار يكشف امير عن نفسه وعن طموحه الفنى لموقع المصدر ميديا، ويفتح لنا بلاتوه عقله وقلبه بكل صراحة ووضوح.
ما سر البداية الوردية لمخرج شاب مثلك؟
-تستطيع أن تقول انى انسان محظوظ لاننى منذ كنت طالبا في معهد السينما وجدت نفسى فى بلاتوه العملاق الراحل يوسف شاهين..كأصغر مساعد له فى فيلم “سكوت هانصور ” وجاء ترشيحي من خلال بعض الاصدقاء. وواصلت معه هذا العمل فى فيلمين اخرين.وهكذا اختصرت طريقا طويلا فى معرفة دقائق عمل المخرج وفى ذات الوقت إثبات وجودى فى الوسط الفني باننى مشروع مخرج واعد، وهذا لم يتوفر لأحد غيرى، محظوظ كذلك كان المجال الفنى مفتوحا فى وقت بدايتى بوجود سوق عرض وحركة انتاجية ضخمة أتاحت لى الفرصة للظهور.
*وماذا تعلمت من يوسف شاهين؟
-أن اجهز واحضر للفيلم جيدا بكل تفاصيله قبل دخول البلاتوه والاستماع جيدا لآراء كل العناصر المعاونة.. وان احب الممثل وامهد الطريق لاخراج كافة طاقاته الفنية
المعروف عن شاهين العصبية الشديدة في البلاتوه وغضبه السريع من الممثل هل هذا صحيح؟
-لا ليس صحيحا، هذه مقولة اشيعت عنه خطأ بسبب انه كمبدع يرفض ان يلوي أحد ذراعه، مهما كانت نجوميته، لكنه فى البلاتوه شخص رقيق يحاول مساعدة الممثل على إخراج ما لديه..وكان دائما ينصحنى بحب الممثل ومعاونته على اكتشاف مناطق ابداعه حتى ينجح العمل
* آخر الدنيا اول تجربة سينمائية لك فى عمر ال26عام كيف وثق نجوم العمل مثل نيللى كريم ويوسف الشريف فى قدراتك؟
– يعرفانى ويعلمان قدراتى تماما منذ تعاملهما معى فى بلاتوه يوسف شاهين ذلك الاحتكاك تولد عنه ثقة متبادلة .وتجلت اكتر حينما دخلا بلاتوهى الخاص بى
* امير هل انت مخرج ” منفسن”..اى تتعامل مع الممثل بمعادلة الحب والكراهية؟
-لا ليس صحيحا انا اتعامل مع الممثل فى اطار مفهوم الحب الذى يجمع افراد الاسرة الواحدة .كما تعلمته من شاهين وقلت ذلك من قبل.
* من هو الممثل الاكثر ازعاجا لك والاكثر تعاونا وتفهما فى البلاتوه؟
-اكثر ممثل يزعجنى هو الذى يسرح بذهنه فيما أداه من مشاهد سابقة مما يفقده التركيز فى تفاصيل الشخصية التى يجسدها وهذا يجعلنى ابذل مجهودا اضافيا لاعادته لحالة التركيز ثانية وبالطبع لن اذكر اسماء فى هذا الشأن، لكن معظم الذين عملت معهم مثل النجم الراحل نور الشريف والنجمة الهام شاهين وغيرهما كثيرون، كانوا مريحين للغاية فى البلاتوه ويفهمون دور المخرج جيدا.
*وما هو أصعب مشهد قمت باخراجه فى السينما؟
-بالتاكيد مشهد الافتتاحى فى فيلم ” ورقة شفرة “لاحمد فهمى..حيث تطلب تصوير اقتحام جيوش الاغريق لبابل فيما قبل التاريخ واستلزم ذلك الاستعانة بمجاميع ضخمة وتنظيمهم بدقة ليبدو الأمر كمعركة حربية حقيقية ..وهذا كان تحد صعبا..لى كمخرج ..لكن المنتج كان متعاونا جدا لانه بيفهم جيدا فى السينما وتم تصوير المشهد فى سوريا بنجاح رغم تكلفته العالية وصعوبة تفاصيله الفنية
* امير ..كيف توائم بين مهنتك كمخرج وعملك كمدير فني لمهرجان الجونة؟
-بصراحة انا فاشل فى تلك الموائمة ولا استطيع الفكاك من العملين فانا لا استطيع التخلى عن الاخراج لانه مستقبلى ..ولا استطيع الابتعاد عن ادارة المهرجان رغم أنها اخرتنى لمدة ٣سنوات عن تنفيذى لفيلم حظر تجول لانها تجربة ممتعة
*ايعنى ذلك ان عملك بالجونة ..اكل عيش؟
-لا ليس اكل عيش..رغم اعترافى بالعائد المادى المحترم ..لكن الوجود داخل كيان يعرض لك ابداعا سينمائيا مميزا والتعرف على ثقافات متنوعة واقتحام صناعة السينما من قمتها ..تلك المفردات تجعل التجربة ممتعة
لكنى افكر حاليا فى تنظيم وقتى بين الإخراج وادارة المهرجان ..لكننى فى الوقت نفسه سعيد بالعمل فى المجالين
*هل ترى ان مهرجان الجونة ..مفيد لصناعة السينما المصرية؟
-بالطبع مفيد فهو يقدم للنجوم المصريين والعرب فرصة ضخمة للتفاعل مع سينمات ونجوم العالم..بالاضافة الى تقديمه .العون للفنانين الشباب من خلال المساهمة المادية فى انتاج وتطوير مشاريعهم السينمائية بما يتجاوز الخمسة ملايين جنيه..وهذا رقم جيد مقارنة بمهرجانات اخرى تقدم مساهمات من نفس النوع
*ماهى النصيحة التى تقدمها لمخرج شاب مثلك يرغب فى انجاح خطوته الأولى؟
-عليه ان يؤمن بنفسه وقدراته اولا..ثم يطرق ابواب الكيانات الانتاجية المهتمة بتمويل الشباب.. مثل مؤسسة فى جليف ..هناك سوف يساعدونه على تنفيذ مشروعه .اذا جيدا ومقبولا
* واخيرا ماهو طموحك في المستقبل؟
-اتمنى طبعا النجاح فى عملى بمجال الاخراج ومواصلة المسيرة فى السينما والتوفيق فى عملى الفنى بادارة مهرجان الجونة