أنا العربي
كتب : كمال صبح
تقتات الأرض
حكايا الناس
تتسرب من ركن الضوء
في التابوت
كم تواروا خلفها
كحلم وأدته الشمس
وكلام كان يمسح وجه النهار
مازال غض
كغفوة الياقوت
والأرض تعيد إنتاج الحروف
وتعيد المرمر البري
الى حضن الفضاء
لتحيا غيمة في حضرة الريح
وتعود في مهجع الصحو
ثم تأبى زهرة اللوز
ان تفضح عري السماء
وتأبى ان تموت
أسراب الحمام تكفر بالضجيج
والريح اوسعت جسد اللوز عناقاً
وأزيز النورس
يحمل ظل السكوت
صرير ابواب السماء لا يستكين
ودم الصاعدين
ينكأ جرح الباب
قتار الجرح
يلعق زغب الأرض
العبق الوري يطفئ الم الثلج
وعصير الصخر
ويعيد نقش الأسماء
عصافير ترفل بالثوب المطرز
تعانق صور الأمهات
ولا تحتمل السكوت
أحمل خارطة الشرق
ودفء المغرب العربي
تستوطن مفردات العز في صدري
أضمد جرح العشب
على قارعة ليلٍ صبي
لا استكين لمعصية الريح
وسيفي بعض من نواميس نبي
انا العربي
اشرب أنخاباً من عرق اللوز
اتوشح بالأمنيات
يجيش في صدري
حلم ثائر أبي
أنا العربي
أسكن عاصمة الريح
استل من غيم الصباح
أغنية وشطر قصيدة
وقمر جريح
حين يأتي الشتاء
متخما بالثلج
أنقش في الشفق
حروفا للهجاء
وأخرى للمديح
تلد سمائي قطرة وجد
تصفع وجه الأرض
وغبار البحر يمتص الغيم
يغرسني كالراية البيضاء
بين ضريح وضريح
صدري يلوك المر
منظوم بحبل الله
جزيل من تسابيح
فصولي لا تشبه الشتاء
عيناي تاريخ الأنبياء
وفصل من حكايات الذبيح
من آية أعجن الصبر أو من آيتين
وأُقْبِل طائراً
حط على صدر المسيح
أنتمي لتاريخ المجازر
والحي القديم
و بعض الدفء
في مخاض الصفيح
لي في السحاب مدينتين
أدخل منفاي
كما ترغب لغتي
كحمامة لا تحتاج الى تصريح