أكد خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أن النظام الصحي الوطني تعامل باستعجالية التدخل وإعداد الجاهزية لكل الاحتمالات بشكل حذِر واستباقي، تماشيا مع التوجهات الحكيمة للملك محمد السادس، في إطار إعداد الخطط للتصدي للجائحة وللمتحورات الفيروسية الجديدة، ووضع التدابير والإجراءات الكفيلة بمواجهتها.
وقال ايت الطالب في معرض رده على سؤال شفوي بمجلس النواب، اليوم الإثنين 27 دجنبر الجاري، أنه أمام المد الوبائي الخطير الذي تشهده معظم دول العالم، خاصة الموجة الخامسة بأوروبا، والظهور المقلق لمتحور أوميكرون بالقارة السمراء وتفشيه السريع خارج حدود القارة، فإن احتمال حدوث انتكاسة وبائية في بلادنا يبقى واردا بالنظر إلى الارتفاع الملحوظ لعدد الحالات والبؤر الوبائية الجديدة التي بدأت بالظهور خاصة بالوسط العائلي وببعض المؤسسات التعليمية.
وأضاف الوزير أنه رغم تشديد الاحترازات، وبالرغم من القرار الحاسم للسلطات المغربية تعليق جميع الرحلات المباشرة للمسافرين في اتجاه المملكة، لمدة أسبوعين، ابتداء من يوم الإثنين 29 نوتبر 2021 على الساعة 11 ليلا و59 دقيقة، ثم تمديدها لاحقا إلى غاية نهاية شهر يناير القادم، أعلنت الوزارة، في بلاغ لها بتاريخ 21 دجنبر الجاري، عن تسجيل 27 حالة جديدة مؤكدة بالمتحور الجديد “أوميكرون” لفيروس السارس- كوف-2، وذلك منذ تأكيد أول إصابة يوم الأربعاء 15 دجنبر 2021، ليصبح العدد الإجمالي للحالات المؤكدة بهذا المتحور 28 حالة، تم تسجيل 20 منها في إطار سبع بؤر عائلية إضافة إلى 8 حالات معزولة.
وأوضح وزير الصحة أن الوضعية الوبائية العالمية التي تشهد اضطرابا وانتكاسة خطيرة تفرض علينا تعزيز التدابير الاحترازية عبر اتخاذ خطوات حاسمة وفاء للمقاربة الاستباقية المتبعة قصد حصين المكتسبات المحققة وحفظ المنظومة الصحية من خطر الانهيار وحماية الصحة العامة للمواطنات والمواطنين.
وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة الإبقاء على درجة مرتفعة من الرصد واليقظة، ومراقبة الوضع الوبائي عن كثب في أوروبا، وباقي دول العالم، ومراقبة التسلسل الفيروسي، مشيرا إلى أنه يتم تحليل العينات في إطار منظومة اليقظة الجينومية التي تتكون من ائتلاف للمختبرات ذات منصة وظيفية للتسلسل الفيروسي لفيروس كورونا المستجد.
وأشار نفس المتحدث إلى الاستفادة من إمكانات تحقيق السيادة اللقاحية لبلادنا التي تعززت باتفاقيات إنتاج اللقاحات أمام الملك محمد السادس، وتعزيز نظام اليقظة الدوائية منذ انطلاق حملة التلقيح الوطنية ضد الفيروس عبر تقوية الأنظمة وشبكة المراسلين الجهويين وتحديد قوائم الخبراء على مستوى كل جهات المملكة، مع الالتزام بالإجراءات الحكومية المستندة إلى توصيات اللجنة العلمية والتقنية.
ودعا خالد آيت الطالب إلى الانخراط السريع والواسع للمواطنات والمواطنين، كبارا وصغارا، في الحملة الوطنية للتلقيح، وأخذ الجرعة الثالثة المعززة لمن توصل برسالة نصية تفيد بانتهاء صلاحية جواز تلقيحه، والتقيد بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية، المتمثلة في ارتداء الكمامة بشكل سليم، والغسل المتكرر لليدين أو تعقيمهما بمطهر كحولي، والتباعد الجسدي، لتجاوز خطر الإصابة والوفاة بسبب الفيروس، مشددا على ضرورة التأهب الدائم لمواجهة أي انتكاسة وبائية بالإبقاء على الجاهزية لكل الاحتمالات.