هل دقّ “الدكتور التازي” آخر مسمار في نعش سمعته؟

يملك شهرة واسعة داخل الوطن وخارجه، اشتهر بـ “طبيب الفقراء” والبطل الشهم الذي يعيد البسمة لأفواه الفقراء ضحايا حوادث السير والاعتداءات العنيفة، إنه “الدكتور التازي” الذي عرف عند المغاربة بصاحب المبادرات الإحسانية في علاج المعوزين.

خبر اعتقال “الدكتور التازي” آخر الأسبوع الماضي، وفي ليلة شهر رمضان المبارك، نزل كالصاعقة على المغاربة لما عهدوا فيه من حسن نية وأخلاق وسمعة طيبة تسبقه أينما حل وارتحل، إلا أن كل ذلك كان مزيفا ويخفي وراءه الكثير من الغموض.

اعتقال الدكتور “التازي” الجراح المختص في التجميل ومن معه في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال والتزوير واستعماله في فواتير وهمية، جاء بناء على قرار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، يقضي بمتابعة المتهمين بتهمة “الاتجار في البشر لوجود الاعتياد واستغلال الحاجة”، إذ تأكد من خلال الأبحاث والتحريات المكثفة من طرف مصالح الأمن الوطني، أن الأمر يتعلق بقيام المتهمين باستدراج أشخاص واستغلال حالة ضعفهم وهشاشتهم، مشكلين بذلك عصابة إجرامية تعمل على جمع تبرعات مالية تحت غطاء تسوية تكاليف علاج مرضى معوزين بذات المصحة التي توجد في ملكية الدكتور “التازي” والتي يعمل فيها المتابعون.

istiqlal

فهل دق “الدكتور التازي” آخر مسمار في نعش سمعته؟

في أول تعليق له عقب تفجر هذه القضية التي شغلت بال الرأي العام، نشر حسن التازي، تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسوك جاء فيها: “اسمعوا مني ولا تسمعوا عني”.

وقال التازي في تدوينة تفاعل معها العشرات من متابعي صفحته: “الإشاعة يؤلفها حاقد وينشرها أحمق ويصدقها غبي”، مستشهدا بآية قرآنية: “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا”.

كما نشر التازي آية أخرى من سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.

يظهر من خلال منشور “الدكتور التازي” أنه يحاول تبرئة نفسه من المنسوب إليه، لكن بعد أن وصل الأمر إلى القضاء، فكلمة الفصل في القضية تملكها السلطة القضائية لوحدها دون غيرها.

وعلى ضوء المنسوب إليه من تهم، فإن سمعة “الدكتور التازي” التي كسبها من شهرة واسعة لم تكن مبنية على أساس سليم عملا بالمثل القائل: “ما بني على باطل فهو باطل”، وبالتالي يمكن القول أنه بما اقترفه من أفعال فقد دق آخر مسمار في نعش سمعته.

istiqlal
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد