تابعنا منذ أيام تطورات اغتيال مواطنين مغربيين على يد عسكر الحدود الجزائري، حيث تعرضا للقتل بدم بارد، وتفاصيل الخبر معلومة للجميع، ويكاد يجمع حتى المراقبون الأجانب على أن الأمر ببساطة يعتبر استعمال قوة مفرطة، قاتلة وغير مبررة اتجاه أشخاص مدنيين عزل، لم يرتكبوا ما يبرر هذه العقوبة السالبة للحياة…
وقد تناولت مختلف المنابر الإعلامية، الخبر بالتحليل والتمحيص والتدقيق بما فيه الكفاية، خصوصا بعد البلاغ الكارثي الذي صدر عن الجيش الجزائري وهو البيان الذي حاول فيه تبرير هذه الجريمة التي راح ضحيتها مواطنون مغاربة أبرياء…
ما شد انتباهي أكثر في هذا البلاغ هي آخر فقرة وآخر جملة في البيان، حيث يقول:
“دعت وزارة الدفاع الوطني مختلف وسائل الإعلام الوطنية ورواد شبكات التواصل الاجتماعي والمواطنين إلى عدم الانسياق وراء الأخبار المغرضة المتداولة والتي تستهدف المساس بالصورة المشرفة للجيش الوطني الشعبي”.
وهذه الفقرة وحدها كفيلة بهدم هذا البيان، وتفنيد مضمونه، وهذه الفقرة بالضبط تدخل في إطار “وشهد شاهد من أهلها”.
فالعالم كله بما فيه الشعب الجزائري، يعلم أي سمعة يتمتع بها الجيش الجزائري، والعالم كله يعي جيدا أن تخصص الجيش عندهم هو قتل الأبرياء وبدم بارد، فالتاريخ ما بين بداية التسعينيات وعلى امتداد عشر سنوات يشهد على الفظاعات التي ارتكبها عسكر الجزائر ضد مواطنيهم من نساء ورجال وأطفال، فقد تم إعدام الآلاف من المواطنين الجزائريين في الطرقات وعلى سفوح الجبال في القرى النائية على يد الجيش الذي يتحدث البيان عن “صورته المشرفة”…
ولن نحتاج للذهاب بعيدا لدعم كلامنا بالحجج، فمنذ يومين فقط أعلن مكتب المدعي العام السويسري تقديمه لائحة اتهام بحق وزير الدفاع الجزائري الأسبق “خالد نزار” للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال ما يعرف “بالعشرية السوداء” التي شهدتها الجزائر في حقبة التسعينيات.
فهل من بعد هذا الكلام يمكن أن نتحدث عن “صورة وسمعة هذا الجيش” الذي كان من آخر ضحاياه شباب من فلذات أكبادنا.
كتبت : حجيبة ماء العينين