البابا فرنسيس (Franciscus)، ولد باسم خورخي ماريو بيرجوليو، هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستون بعد المائتين، بدءًا من 13 مارس 2013. وبحكم كونه البابا، فهو خليفة بطرس، وأسقف روما، ويشغل عدة مناصب أخرى منها سيّد دولة الفاتيكان.
انتخب البابا فرنسيس في أعقاب مجمع انتخابي هو الأقصر في تاريخ المجامع المغلقة. ويعتبر الحبر الأعظم، أول بابا من العالم الجديد وأمريكا الجنوبية والأرجنتين، كما أنه أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا غريغوري الثالث .
يعتبر البابا راهب، ليكون أول بابا راهب منذ غريغوري السادس عشر، وهو عضو في الرهيبة اليسوعية، ليكون بذلك أول بابا يسوعي، التي تعتبر من أكبر منظمات الكنيسة الكاثوليكية وأكثرها تأثيرًا وفاعلية.
يحسب البابا على الجناح الإصلاحي، في الكنيسة، وقد شغل منصب رئيس أساقفة بيونس آيرس قبل انتخابه بابا، وكان يوحنا بولس الثاني قد منحه الرتبة الكاردينالية عام 2001. اختار البابا اسم فرنسيس تأسيًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، أحد معلمي الكنيسة الجامعة، «والمدافع عن الفقراء، والبساطة، والسلام».
وقد أثار البابا فرنسيس إعجابا كبيرا بشخصيته المتواضعة، والتي أبان عنها خلال زيارته التاريخية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أبان ضمنها رغم الاهتمام العالمي الكبير بزيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، والمكانة التي يحظى بها، عن مظاهر التواضع وعدم المبالغة التي بدت واضحة وبقوة على تفاصيل الزيارة.
وبحسب موقع “amp.thenational.ae”، فإنه رغم كرم الضيافة وفخامة الاستقبال المعهود من الإمارات تجاه ضيوفها، فضل قداسة البابا فرنسيس استقبالا بسيارة بسيطة وعادية من نوع كيا سول “Kia Soul”، عندما وصل إلى القصر الرئاسي في أبوظبي، حيث كان في استقباله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهي الزيارة التي وقع ضمنها وثيقة “الأخوة” التاريخية مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في مشهد مهيب.
وحول تواضع الرجل، كشف أحد الصحافيين الأرجنتينيين أنه عندما عُيّن المطران “خورخي بيرجوليو” كاردينالاً من قبل البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني عام 2001، أرادت مجموعة من المؤمنين مرافقته إلى روما لمشاركته بهذا الحدث الإستثنائي، ولكنه طلب منهم البقاء في “بوينوس آيرس” وتقديم الأموال التي كانوا يريدون تخصيصها للسفر إلى الفقراء، وهذا الأمر تكرر خلال انتخابه بابا حيث دعا المؤمنين للقيام بالأمر عينه وعدم السفر من الأرجنتين إلى الفاتيكان.
وبالإضافة إلى ذلك، عُرف عنه أنه لم يرد يوماً أن يحصل على سائق سيّارة، وكان يتنقل في وسائل النقل العامة أو في القطار، وعندما كان يسافر إلى روما بالطائرة، كان يختار دائماً الفئة السياحية.
وكشفت صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية أنه، منذ 12 سنة، قامت السيدة بيلار مارتينيس ثوبيريا، أم لستّة أولاد، بإرسال رسالة إلى رئيس أساقفة “بوينوس آيرس” الكاردينال يرجوليو، منتقدة إياه على عدد من الأمور. وكردّ على هذه الرسالة، اتصل الكاردينال بالسيدة وشكرها على الرسالة مؤكداً أنه سيأخذ ما قيل بعين الإعتبار، طالباً منها أن تصلي كثيراً له.
وقالت بيلار: “كان هذا مثالاً كبيراً عن تواضعه… قد اتصل بي على رقم منزلي”. وتضيف: بعد سنوات، تكررت الحادثة نفسها، مع السيدة بيلار، فاتصل من جديد طالباً منها المزيد من الصلاة لأجله”، وهنا شرحت أنها تأثرت كثيراً، وبعد أن مرّ الوقت فكّرت أنه “قد يكون الإعلام هو سبب انتقاداتي بسبب انتقاص واجتزاء بعض مواقفه وإبرازها بطريقة خاطئة”. فتابعت: “أرسلت له هذه المرة رسالة مدح، مشجعة إياه على الإستمرار بما يقوم به، ولكنه هذه المرّة لم يردّ على الرسالة”، معتبرة أن “هذا دليل كبير عن تواضعه”.
يتقن البابا اللغات الإسبانية، واللاتينية والإيطالية، والألمانية، والفرنسية، والأوكرانية، بالإضافة إلى الإنكليزية.
تم تنصيب البابا بشكل رسمي في ساحة القديس بطرس يوم 19 مارس 2013، في عيد القديس يوسف في قداس احتفالي؛ وعرف عنه على الصعيد الشخصي وكذلك كقائد ديني، التواضع ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات.
بعد انتخابه حبرًا أعظم، ألغى الكثير من التشريعات المتعلقة بالبابوية على سبيل المثال أقام في بيت القديسة مرثا لا في المقر الرسمي في القصر الرسولي، ووصف بكونه “البابا القادر على إحداث التغيير”.