العنوان أعلاه مقتبس من خطاب المغفور له جلالة الملك محمد الخامس عشية الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير سنة 1960)
في تمام الساعة ال11 ليلا بتاريخ 29 فبراير من سنة 1960 دمر زلزال كارثي مدينة أكادير بشكل شبه كامل، وفي 15 ثانية من الزمن فقط دفن 15 ألف ضحية تحت الأنقاض، في واحدة من أكبر الكوارث التي أصابت المملكة في القرن العشرين …
خطب صاحب الجلالة محمد الخامس رحمه الله على إثر هذه الفاجعة فقال كلمته المشهورة “لئن حكمت الأقدار بخراب أكادير، فإن بنائها موكول إلى إرادتنا وإيماننا” …
هذه الكلمة التي بقي صداها يتردد في كل أرجاء العالم والتي أثمرت بنيانا وعمرانا، جعلتا من مدينة أكادير حاضرة سوس من أجمل مدن المغرب وقبلة للسياح من جميع أنحاء الكوكب …
ليلة الجمعة 9 شتنبر من سنة 2023، ضرب زلزال كارثي مرة أخرى قلب البلاد، فكانت بؤرته هذه المرة, أقاليم مراكش، الحوز، تارودانت، ورزازات، وكانت الخسائر فادحة في الأرواح كما في البنية التحتية، حيث مسحت دواوير بشكل كامل أو جزئي عن سطح الأرض، فتحركت نفس الإرادة المغربية الجبارة للتصدي لتداعيات الكارثة، في ملحمة وطنية عظيمة يتزعمها ويقودها هذه المرة الملك محمد السادس …
وفي سويعات قليلة فقط بعد وقوع الكارثة، أعطى أوامره لتتحرك ماكينة الدولة بكل مكوناتها، من مسؤولين مدنيين وعسكريين، على جميع المستويات وفي كل بقاع المملكة للتصدي لآثار الزلزال المدمر، فوصلت المساعدات للمتضررين، وتم انشاء مخيمات من طراز حديث فيها كل المرافق الضرورية للإيواء المؤقت للمتضررين من الزلزال، كما أمر بصرف المساعدات المادية العاجلة للذين تضررت منازلهم وعددهم 50 الف مواطن، كما أمر بتعويضات مالية مهمة للذين فقدوا مساكنهم جزئيا أو كليا …
الزلازل والكوارث الطبيعية قدر الله ولا مفر منه، ولكن ما تحلى به “السلف ” المغفور له الملك محمد الخامس ويتحلى به الخلف “الملك محمد السادس ” من الإرادة والإيمان هو الضامن للشعب المغربي والأمة المغربية للخروج كل مرة أقوى بعد كل أزمة تصيب بالبلاد.
المصدر ميديا : حجيبة ماء العينين