في حلقة حرف وطرائف نستعرض مع المهنيين حالة القطاع ومستقبله وكذا ما يعانيه وكيف ضمان استمراريته اليوم مع المحجوب السكراني استاذ وشاعر معه هذا الحوار :
س : كأستاذ ماهي أهم التحديات التي تواجهها في تدريس اللغة العربية ؟
ج : تدريس اللغة العربية يواجه عدة تحديات، منها ضعف اهتمام التلاميذ بها مقارنة باللغات الأجنبية، الانجليزية على الخصوص، حيث يرون أنها أقل فائدة في سوق العمل. كما أن قواعدها النحوية والصرفية تُعد معقدة بالنسبة للبعض، مما يجعلهم ينفرون منها. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوسائل التعليمية الحديثة والمحتوى التفاعلي الجذاب الذي يمكن أن يجعل تعلم العربية ممتعًا وسهلًا. أضف إلى ذلك مشكل العزوف عن المطالعة الحرة ، مما يؤثر على مستوى الفهم والتعبير اللغوي لديهم.
س : كيف تصف أهمية اللغة العربية في العصر الحديث؟
ج : اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي هوية وثقافة وحضارة. في العصر الحديث، تواجه تحديات بسبب العولمة وانتشار اللغات الأجنبية، لكنها لا تزال تحظى بأهمية كبيرة كونها لغة القرآن الكريم، ولغة تراث أدبي زاخر يمتد لقرون . كما أن رقمنة المحتوى العربي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة زاد من استخدامها في مجالات متعددة، لكنها تحتاج إلى جهود حقيقية للحفاظ عليها وتطويرها لمواكبة العصر.
س : ماهي اهم الكتب التي تُشجع الطلاب على قراءتها ؟
ج : لتحبيب الطلاب في اللغة العربية، من الضروري اختيار كتب تناسب اهتماماتهم وتكون بأسلوب مشوق. من الروايات الممتعة، هناك أعمال نجيب محفوظ مثل اللص والكلاب وزقاق المداق، وكتب جبران خليل جبران مثل النبي، ومؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي التي تتميز بأسلوبها الأدبي الراقي. روايات تاريخ الاسلام لجورجي زيدان . وفي الشعر، يُنصح بدواوين المتنبي، وأحمد شوقي، ومحمود درويش، فهي تقدم تجربة شعرية غنية تجمع بين الأصالة والحداثة.
س : في ظل مشوارك المهني مالفرق بين الدراسة بين الأمس واليوم ؟
ج : في الماضي، كان التعليم يعتمد بشكل كبير على طريقة تقليدية تتبنى الحفظ والتلقين، وكانت المناهج أكثر صرامة، مما منح الطلاب قدرة قوية على الاستظهار والتذكر. الى جانب الصرامة في التعامل مع المتعلمين ، مع الحرص على الانضباط …أما اليوم، فقد تغيرت طرق التدريس مع دخول التكنولوجيا والوسائل الحديثة، مما جعل التعلم أكثر سهولة وتفاعلية. ومع ذلك، نلاحظ أن التلاميذ اليوم أقل اهتمامًا بالتحليل والتفكير النقدي، حيث يعتمدون على المصادر الجاهزة بدلاً من بذل الجهد في البحث والاكتشاف. مما يسر عملية الغش الذي اضحى حقا يطالب به الجميع في مقابل التغاضى عن الواجبات
س : زيادة على ماقلت هل ساهمت التكنولوجيا الحديثة بشكل سلبي في ذلك ؟
ج : التكنولوجيا أثرت بشكل كبير على التعليم، فمن جهة، سهلت عملية التعلم من خلال الوسائط المتعددة والفصول الافتراضية والمناهج التفاعلية، لكنها من جهة أخرى جعلت المتعلمين أكثر اتكالية. فالبحث عن المعلومة أصبح أسرع، لكنه أضعف مهارات القراءة العميقة والتحليل، حيث يعتمد الكثيرون على الملخصات والمحتوى السريع بدلاً من استيعاب النصوص المطولة.
س : انت لذيك مساهمات شعرية كيف تنظر إلى الساحة الأدبية المغربية اليوم؟
ج : الأدب المغربي يشهد تنوعًا ملحوظًا مع ظهور أقلام شابة وتجارب جديدة في الشعر والرواية، لكنه يواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في قلة الاهتمام بالقراءة. مع انتشار الوسائط الرقمية، أصبح هناك ميل نحو النصوص القصيرة والمحتوى السريع، مما يؤثر على انتشار الأدب الجاد. ومع ذلك، لا تزال هناك أسماء مغربية تحقق نجاحات على مستوى الوطن العربي، خاصة في الرواية والشعر الحر.
س : لذيك اهتمام بالشعر المقفى البعض يقول إن يتهاوى ماصحة ذلك ؟
ج : الشعر المقفى لا يزال موجودًا، لكنه لم يعد بنفس القوة التي كان عليها في العصور الماضية. مع ظهور الشعر الحر والنثر، أصبح الكثير من الشعراء يفضلون التحرر من القيود العروضية. ومع ذلك، هناك محاولات لإعادة إحياء القصيدة العمودية بأساليب حديثة تجمع بين الأصالة والتجديد، مما يدل على أن الشعر التقليدي لم ينتهِ، لكنه يتطور ليواكب العصر.
س : وقعت في حياتك المهنية طرائف عدة هل تتذكر شىء منها ؟
ج : خلال مسيرتي في التدريس، صادفت العديد من المواقف الطريفة، ومن بينها موقف الهدنة مقابل العصير ! (تبقى طي الضلوع ). ومنها انني بين فينة واخرى التقي باحد التلاميذ صدفة بعد فراق يناهز عقدين فاكثر . وذات مرة صادفت احدهم ، وبعد تبادل الحديث عرفت منه انه يعمل حاليا في السجن المدني بايت ملول . ولكي يبرهن لي على اعترافه بالجميل ، وبحسن النية قال : اتمنى ان تسمح لك الفرصة للمجيئ عندي في مقر عملي . ورغم أن المسكين كان يقصد الزيارة،فانني تبرأت منه واخبرته ان هذا اخر لقاء معه ، فما كان منه إلا أن اعتذر .
المصدر ميديا: المحجوب الأنصاري