وكالة الأنباء الجزائرية
أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، اليوم الأحد، عن تسجيل أكثر من 3500 لسعة عقرب منذ مطلع جانفي إلى غاية التاسع يوليوز الجاري، وتسببت هذه اللسعات في وفاة 15 شخصا بولايات الهضاب العليا والجنوب.
نقلا عن مديرية الوقاية وترقية الصحة بوزارة “حزبلاوي” أن ولاية تمنراست في المقدمة بـ460 حالة تليها بسكرة بقرابة 400 إصابة ثم الجلفة بـ271 حالة وتيارت بـ 260 إصابة وبشار بـ 206 تسمم وبقية المناطق بدرجة أقل، موضحة أنّ 56 بالمائة من هذه اللسعات حدثت داخل المنازل خاصة بالأفرشة والأحذية التي تشكل أحسن مخبأ للعقارب.
5 قضوا في أدرار
أكد الدكتور، محمد لمين سعيداني، الخبير في اللجنة الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، أنّ بعض الحالات سُجّلت خلال بداية السنة قبل اشتداد موجة الحر وتكاثر هذا الحيوان، وتمّ احصاء 15 وفيات بينهم 6 بولاية أدرار لوحدها.
وشدّد الخبير المذكور لى ضرورة “ابعاد القمامة وأكوام الحصى عن المنازل وتوفير الإنارة العمومية”، من أجل الوقاية من لسعات العقارب، مشيرا إلى أنّ مواطني بعض أحياء الولايات التي تشهد انتشارا واسعا للعقارب لا يبالون برمي القمامات والفضلات وأكوام الحصى أمام منازلهم، ما يعرضهم إلى إصابات بلسعات العقارب أحيانا تكون مميتة.
ومن بين مناطق الوطن تضررا من الإصابة بالتسممات العقربية، ذكر الخبير ذاته ولايات المسيلة والنعامة وبشار وتيارت وخنشلة، كما صنّف ولايات تمنراست وأدرار والجلفة والأغواط وغرداية وورقلة وايليزي في خانة “الأكثر عرضة لخطر هذه الإصابة” .
ودعا الخبير إلى اشراك وزارات الداخلية والفلاحة والسكن، فضلا عن دور المواطن المتضرّر الأول من هذه التسممات التي يمكن تجنبها، لأنّ جهود الوزارة والمعهد إلى جانب الحماية المدنية والمساجد وبعض وسائل الإعلام “لا تكفي لوحدها”، على حد تأكيده.
وعبّر المسؤول ذاته، عن أسفه لتصرفات وسلوك بعض المواطنين الذين لا زالوا متمسكين ببعض العادات والمعتقدات، ولا يتوجهون الى مصالح الإستعجلات الطبية عند تعرضهم إلى اللسعات، مستعملين أعشابا وعقارات “لا تنفع للوقاية من السموم”، مما يتسبب في وفاة الشخص المصاب، داعيا إلى مرافقة هذا الأخير خلال الساعتين الأوليتين من إصابته بالتسمم قبل أن ينتشر في الجسم ويحدث شللا تاما بالمخ ثم الوفاة.
معهد باستور ينتج 70 ألف جرعة من الأمصال المضادة للتسممات
بخصوص كمية الأمصال المضادة للتسممات العقربية التي ينتجها معهد باستور والمقدرة بـ 70 ألف جرعة، قال د. ، محمد لمين سعيداني، أنّ هذه الكمية جدّ كافية وتغطي كل مناطق الوطن، مؤكدا أنّ بعضها تحصل على كميات تفوق طلباته بكثير.
وأوضح “سعيداني” أنّ المعهد إياه ينتج هذه الكمية من خلال عمليات جمع العقارب التي يقوم بها مواطنو الولايات التي ينتشر فيها هذا الحيوان، مشيرا إلى الوادي وبسكرة اللتان تعتبران “الأكثر تجنيدا” لهذه العملية حيث يدفع المعهد 85 دج للعقرب الواحد.
في هذا السياق، أكد المتحدث أنّ امكانيات المعهد “جد محدودة”، ويشتري الكمية التي يحتاجها حسب الطلبات، مشددا على ضرورة تشجيع الجماعات المحلية لعمليات الجمع من قبل الجمعيات والمواطنين بصفة عامة للتخفيض من تكاثر عدد العقارب وبالتالي نسبة تعرض السكان إلى الإصابات بتسمماتها.