“حج المسكين” ضواحي أسفي نهاية الأسطورة

على بعد 40 كلم شمال آسفي بالقرب من شاطئ الكاب بجماعة البدوزة تتجه يوم تاسع من ذي الحجة من كل سنة، وتزامنا مع يوم وقوف عرفة بمكة المكرمة، جحافل من ساكنة المنطقة لزيارة الوالي الصالح “سيدي شاشكال”، لإقامة شعائر الحج “حج المساكين” لمن لا يستطيع للحج بمكة سبيلا، يقول الحاج عبد الله أحد “فقهة الضريح”.

الحاج عبد الله المسن البالغ من العمر 94 سنة يروي تفاصيل الترخيص الذي منحه الوالي الصالح “سيدي شاشكال” للمساكين الذين لا يستطيعون للحج سبيلا”: كيفما قالو لينا جدودنا رحمة الله عليهم في هذا التهار وحنا فوقوف عرفة بلي الوالي شاف فمنامو في منامه ملك وأعطاه رخصة بحج المساكين والفقراء، لي معندهمش باش يمشو “الذين لا يستطيعون” إلى الحج سبيلا وجعل لهم هذا الأرض مباركة لي كتعادل الحجة فيها الحجة فسيد نبي”.

يوجد ضريح سيدي شاشكال على شاطئ البحر فوق صخرة صلبة، كانت تؤم أو تحج إليه مجموعة من المواطنين من مناطق المجاورة مثل لالة فاطنة، والكرعان، وأولاد إبراهيم، والشليحات، والغوال… لأداء مناسك الحج.

المكان لم يعد كما كان بعد ان سقطت الخرافة، ولم تعد لا الصخرة التي يطلق عليها جبل عرفة ولا بئرها الذي يطلق عليه بئر زمزم، قبلة لمساكين حجاج “عرفة” “حج المساكين”، بعد ان تهاوت ملامح الضريح الذي أصبح آيلا للسقوط، وإنمحت معه كل طقوس “حج المسكين ” التي كانت تبدء في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس، حيث يشرع الزوار في الطواف حول الضريح  وهم حفاة الأقدام  وبعد دلك تقام الصلاة التي يؤمها شيخ كبير في السن  ثم يتناوبون على صعود الصخرة التي يطلقون عليها اسم “جبل عرفة الصغير ” ويتوجهون بعد ذلك الى  بئر  ” زمزم ”  للشراب من مائه وتبرك به وبعد دلك  يصافحون ويهنؤن بعضهم البعض بأن يتقبل الله حجهم المبرور وسعيهم المشكور.

“لقد أنهي عصر التكنولوجي أو ولاد اليوم” خرافة طقوس حج الكساكين” بضريح سيدي شاشكال التي توارثت مند مئات السنين عند بعض أهل آسفي وخصوصا في عهد المرابطين حيث أصدر عدد من العلماء فتوى تحرم الحج بسبب مخاطر الطريق من المغرب إلى مكة، ورغم أن والى المدينة الشيخ أبي محمد صالح في عهد الدولة الموحدية  أقام ركاب الحجاج من أسفي إلى بيت الله الحرام، ولم “موسم عرفة” اليوم إلى مكانا تملؤه “الخزين” وهرج ومرج زواره الذين يشترون ما يستلزم من حاجيات العيد، ويلتقون الأحباب والأهل والأصدقاء لشرب كأس شاي والالتفاف حول”جوة ديال الحمص والفول أو اللوز والكركاع…” وتجاذب أطراف الحديث بين غائبين عن دويهم وأهلهم وأصدقائهم فرقهم “طرف الخبز”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد