تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع في الأيام الأخيرة مقطع فيديو يوثق معاناة شاب مغربي في مقتبل العمر، محاولا رغم كل الظروف المحيطة بالخطر أن يعبر سباحة إلى مدينة سبتة المحتلة، لينهار باكيا في الأخير عند اقترابه من الوصول بعد أن باءت محاولته بالفشل.
مقطع الفيديو الذي لقي تفاعلا كبيرا في صفوف النشطاء للشاب “أشرف” في عقده الثاني، وهو يحيط خصره بقنينات بلاستيكية فارغة لتحميه من الغرق، والذي استطاع بعد مجهود كبير أن يصل لشاطئ مدينة سبتة المحتلة، إلا أن محاولته لم تكتمل بعد رؤيته لجنود إسبانيين أمامه ليجهش بالبكاء وهو يردد “بغينا نعيشو كيما الناس” في مشهد مؤثر ومحزن للغاية.
وحاول الشاب “أشرف” بعد اقترابه من اليابسة وهو يزيل القنينات البلاستيكية من محيط خصره، هارعا لتسلق جدار أمامه للدخول إلى سبتة المحتلة، إلا أن جنديا إسبانيا اتجه نحوه على الفور، وقام بإنزال الشاب، ليرافقاه جنديان إسبانيان وهو يبكي محاولا استعطافهما لعدم إرجاعه من حيث أتى والحسرة والألم يملآن عينيه.
واقعة “أشرف” التي وثقتها عدسات الكاميرات على غرار العديد من الحالات المماثلة الأخرى، لقيت اهتماما كبيرا من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تعاطفوا مع الشاب “أشرف”، حيث نشر أحد النشطاء صوره وعلق عليها قائلا: “أشرف يتيم الأب ولأم أسابيع هو متغيب على الدار، عائلتو كايفتشو عليه في كل مكان حتى شافو تصاور وفيديو ديالو كايبكي وسط البحر قرب شاطئ سبتة كايغوت : بغينا نعيشو كما الناس، مشهد مؤلم كايقطع القلب الله يسهل عليه مسكين”.
ووصل ما يناهز 8000 مهاجر من المغرب صوب سبتة المحتلة بحر هذا الأسبوع، لكن السلطات الإسبانية أعادت ثلثيهم إلى المغرب، وسط أزمة وتوتر بين الرباط ومدريد.
وتمر العلاقات المغربية الإسبانية في الآونة الأخيرة من مرحلة صعبة على خلفية دفاع مدريد على قرار استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية،إبراهيم غالي، بهوية مزورة على أراضيها، وما تلى بعد ذلك من تداعيات وصول أكبر عدد من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتة المحتلة.
التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين، دفعت المغرب إلى استدعاء كريمة بنيعيش، سفيرة المملكة المغربية في مدريد، للتشاور والقيام بوقفة تأملية في التعاون الثنائي، وذلك بعد اختيار إسبانيا استقبال زعيم الانفصاليين بهوية مزورة، دون إخبار السلطات المغربية بالأمر وعدم المراعاة لمبدأ حسن الجوار.