جائحة كورونا، غيرت الكثير في العالم اقتصاديا واجتماعيا وأثرت على أسلوب حياة المواطنين، والمغرب من الدول التي تضررت بشكل مباشر من الفيروس خاصة الفئة الهشة التي اضطرت الى توقيف عملها خلال فترة الحجر الصحي، ومع حلول عيد الأضحى فإن نسبة كبيرة لن تحتفل بهذه المناسبة الدينية إما لعدم قدرتهم على اقتناء كبش العيد أو لعدم قدرتهم على السفر من أجل قضائه مع أسرهم.
في هذا الروبورتاج، سنحاور عددا من المواطنين المغاربة الذين لن يحتفلوا بعيد الاضحى خلال هذه السنة الاستثنائية.
محمد، بائع ملابس متجول، أب لطفل
يقول محمد في تصريحه، إنه لن يشتري كبش العيد لهذه السنة لأسباب مادية محضة لأنه توقف عن العمل طيلة الحجر الصحي لمنعه من البيع في “الفراشة” بسبب كورونا، مضيفا أنه متابع بواجبات الكراء ومصاريف زوجته وابنه، أما الكبش حاليا فهو مجرد كماليات بالنسبة له وليس من الاساسيات.
مصطفى، موظف في القطاع الخاص
خلال جولتنا صادفنا مصطفى وهو يشتري بعض الكيلوغرامات من لحم الغنم، وعندما سألناه صرح لنا بأنه عادة يقضي عيد الأضحى مع والديه واخوته بمدينة مراكش، ولكن مع قرار منع السفر الذي أعلنت عنه الحكومة، قرر أن يحتفل بعيد الأضحى لوحده، مؤكدا أنه يعتبر أن مصلحة الوطن ككل أهم من مصلحة الفرد لذلك هو لا يشعر بالغضب من الحكومة لأنها وعلى حد قوله هدفها هو حماية المواطن والحد من انتشار الوباء.
فاطمة، بائعة مأكولات، أم لطفلين
أما فاطمة وهي سيدة أرملة، فقد قررت عدم شراء الكبش لأن قدرتها المادية لا تسمح بذلك بعد توقفها مدة طويلة عن العمل بسبب فيروس كورونا المستجد، وأكدت أنها ستحتفل مع طفليها باللحم الذي اشترته من الجزار لأنها لا تعتبر الكبش من الاولويات، لأن الاهم بالنسبة لها أن تكون الصحة والسعادة، وختمت تصريحها بالقول: “كيفاش غايحتافلو الناس على خاطرهم وكورونا تسببت ليهم فالمشاكيل النفسية والمادية”.
مريم، عاملة بمصنع للنسيج
مريم هي كذلك مثل الشاب مصطفى، منعهم قرار منع السفر من الاحتفال مع ذويهم، لذلك ستحتفل مع بعض صديقاتها بعيد الاضحى، مؤكدة أنها تشتاق لأسرتها التي تقطن بمدينة مكناس لكن الفيروس حال دون أن تشعر بفرحة العيد برفقتهم.