ستتعزز المكتبة الوطنية الأسبوع المقبل برواية بعنوان «الضريحان» لمؤلفها الاستاذ والأديب ماءالعينين ماء العينين صادرة عن دار ابي رقراق للنشر والطباعة جاءت الرواية في غلاف أنيق وقد قدم لها المبدع والصحفي لحسن لعسيبي بقراءة عميقة تفتح شهية القراءة يقول الاستاذ لعسيبي
تتعدد مداخل قراءة نص «الضريحان»، أدبيا واجتماعيا وأنثربولوجيا، بسبب تعدد الأصوات الروائية فيه بذات المرجعية التي نظر لها الناقد الأدبي الروسي ميكائيل باختين التي تقول بـ «بوليفونية الأصوات». دون إغفال باب سيمياء الأدب التي تجعل من «العلامة» دالا يحيل على معان متراكبة.
بالتالي فإن قراءة نص «الضريحان» وإعادة قراءته، لا تطرح فقط سؤال تجنيسه أدبيا (رواية، قصة مطولة، حكي)، بل إنها تطرح إعادة ترتيب لخريطة القصص المتراكبة فيه، حيث الشخوص ليسوا مجرد حاملين لقدر حكائي، بل إن صيرورتهم ضمن زمن الحكاية تجعل رسم المعاني مختلفا عن المقاربة التقليدية للبناء الروائي المحدد في حبكة وزمن حكي وشخوص ووقائع…..
الى أن يقول
مدخل آخر للقراءة بذات المعنى الباختيني (تعدد الأصوات)، الذي نجد سندا له في واحد من أهم كتب هذا المفكر والناقد الأدبي الروسي المتعلق بأعمال الأديب الفرنسي فرانسوا رابليه (كتاب «أعمال رابليه والثقافة الشعبية»)، نجده في اشتغال النص على العلاقة بين المنطوق والخزان الشعبي للحكي، بالمعنى الذي يفيد أن «الكاتب» بشكل واع أو بدونه إنما يعيد بناء نسق حكايات صَنَعَتْ وعيه ضمن منظومة الثقافة التي ينتمي إليها. هنا في نص «الضريحان» نسعد أننا حكائيا أمام الزخم الهائل للمقول الصحراوي كمعنى وجود، ذلك الذي صنعته وأبدعته أجيال في علاقتها (الكينونية) مع الفضاء بالمعنى الآخر الذي حلله مفكر أدبي آخر هو غاستون باشلار، حيث الإمتداد اللانهائي للبيداء في بلاد شنقيط والحوض ومفاوز الساقية الحمراء ووادي الذهب. أي كامل بلاد البيضان الصنهاجيين المرابطين الحسانيين…..
مضيفا “من هنا التكثيف العالي الذي يأخذنا إليه نص «الضريحان» للأستاذ ماء العينين، بكل ما يفرضه علينا على مستوى القراءة من تعدد مداخل التأويل، الذي هو ترجمة لتعدد أصوات الحكي. حيث التكثيف يلزمنا شرطا بالتفكيك حتى يسمح لنا التحليل بواسطته بإعادة تركيب ليس النص وحبكته بل المعنى الذي يخلقه تقعد تركيب العلاقات بين الشخوص. وهنا المتعة العالية للقراءة، التي يترجم فعليا المعنى الدال العميق لما تقول به مدرسة النقد الأدبي الجمالي الألمانية (مدرسة كونستانس للتلقي الأدبي) الواهب لـ «لذة القراءة» و«لذة النص».
ليخلص في النهاية للقول لهذا السبب وتأسيسا عليه، نقول بشكل جازم إن إغراء لذة القراءة متحقق بمسافات في نص «الضريحان».
وجدير بالذكر أن للأستاذ ماءالعينين عدة مؤلفات نذكر منها
“BBC من أشعل هذه النار” و”أنشودةالصحراءالدامية” و”أضغات احلام” وفي “الأدب والمقاومة” الى غير ذلك من الابداعات الادبية
المحجوب الانصاري