إدارة الوقت خلال فترة الاختبارات ونهاية العام الدراسي تُعد عاملاً حاسماً في تحقيق التحصيل الدراسي الأمثل. فهي لا تعني فقط تنظيم المهام اليومية، بل هي في جوهرها إدارة للذات، حيث يتحمل الطالب مسؤولية توجيه جهده وتركيزه نحو الأهداف الأكاديمية. من خلال التخطيط الذكي للدراسة وتوزيع المهام على فترات زمنية واقعية، يمكن تجنب التراكمات الأخيرة التي تؤدي إلى الإرهاق وضعف الأداء.
الوقت مورد ثابت لا يتغير (24 ساعة يومياً)، لكن إدارته بكفاءة تتيح تحقيق التوازن بين الدراسة والراحة، مما يعزز الاستيعاب ويقلل التوتر. عندما يسيطر الطالب على وقته، يصبح قادراً على تخصيص فترات للمراجعة، وأخرى للإبداع أو التخطيط للمستقبل، وحتى للراحة التي تعيد شحن الطاقة.
في المقابل، إهمال إدارة الوقت يجعل الطالب أسيراً للضغوط، حيث يُستهلك الوقت في ردود الأفعال العشوائية بدلاً من المذاكرة المنتجة. لذا، فإن تحويل الوقت من عدوٍ قاهر إلى حليفٍ داعم يتطلب وعياً ذاتياً، وإرادةً قوية، وتطبيقاً عملياً لأساليب التنظيم مثل: تحديد الأولويات، تجديد الملهيات، واستغلال الأوقات الذهبية للتركيز. النجاح هنا ليس مرتبطاً بكمية الوقت، بل بكيفية استثماره.
اليكم كيفية إدارة الوقت بفعالية استعداد للاختبارات او انهاء عام دراسي من التحصيل والاجتهاد :
تجنب مضيعات الوقت : لصوص الوقت
بداية انتبه لمضيعات الوقت حيث يضيع الكثير من الوقت في عادات تبدو بسيطة لكنها تتراكم لتصبح عقبات حقيقية أمام الإنجاز، مثل الاتصال بالإنترنت حتى ساعات متأخرة من الليل مما يُضعف التركيز ويُرهق الذهن، أو الانشغال بمتابعة أخبار النجوم والمشاهير التي لا تضيف قيمة حقيقية للحياة. كما أن الاهتمام المفرط بتفاصيل صغيرة غير مهمة أو التحديث المستمر لمواقع التواصل الاجتماعييستهلك طاقة ذهنية كبيرة دون فائدة تُذكر، ناهيك عن التصوير المبالغ فيه لكل صغيرة وكبيرة. ولا ننسى إدمان ألعاب الهاتف أو المكالمات الطويلة غير الهادفة التي تأكل الوقت، أو مشاهدة التلفاز بدون هدف محدد، مما يحول الساعات الثمينة إلى وقت ضائع. كل هذه العادات تُسرق اللحظات التي كان يمكن استثمارها في التعلم أو التخطيط أو حتى الراحة المفيدة، لذا فإن التخلص منها خطوة ضرورية لاستعادة السيطرة على الوقت.
حماية تركيزك وطاقتك
يظن البعض أن تعدد المهام يُسرع الإنجاز، لكن الحقيقة أن العمل على مهمة واحدة بتركيز كامل يُنهيها بجودة أعلى وفي وقت أقل، بينما تعدد المهام يستهلك طاقة مضاعفة وقد يطيل الوقت. الأهم من ذلك هو إبعاد المشتتات التي تقتحم تركيزك دون قيمة حقيقية.
تحديد المهام الأكثر أهمية والتركيز عليها أولاً. سيساعدك ذلك على إنجاز المزيد في وقت أقل وتجنب الشعور بالضغط.
وضع خطط واقعية وقابلة للتحقيق، حتى لا تؤدي إلى الشعور بالإحباط. إذا كنت تضع أهدافًا عالية جدًا، فأنت أكثر عرضة للفشل، مما قد يولد المزيد من التوتر.
حدد أولوياتك
وضع جدول زمني يساعدك على تتبع المهام وتحديد المواعيد النهائية. سيساعدك ذلك على البقاء على المسار الصحيح وتجنب الشعور بالضياع.
استخدم قوائم المهام لمعرفة ما تريد أن تفعله بيومك
ما هي الأنشطة الأهم؟
وما هي المهام العاجلة التي تريد إنجازها أولاً؟
يمكنك استخدام ورقة وقلم وتدوين هذه المهام، إلا أن تدوين مهام اليوم القادم مساءً تعتبر أكثر فعالية حتى يمكنك تقرير الاستيقاظ مبكراً أو توفير بعض الساعات من اليوم لإنجاز الأشياء العاجلة والمهمة،
سواء في الأهداف الشخصية أو قوائم المهام اليومية فإن ما يحكم على فعاليتها هو إنجاز الأشياء الضرورية أولاً في قوائم المهام مثلاً ستكتب من 3-5 مهام لتنجزها باليوم ثم تقارن بينهم أيها عاجل وأيها مهم وأيها يمكن تأخيره ويمكنك استخدام الأرقام أو الألوان للتمييز بينهم.
إدارة وقتك بفاعلية ويمكنك اتباع ذلك من خلال خطوات هي:
– ساعة واحدة من التخطيط توفر 10 ساعات من التنفيذ
– قسِّم المهمات الكبيرة إلى خطوات صغيرة يمكنك التَّحكُّم بها.
– كافئ نفسك على الإنجاز والالتزام بأشياء بسيطة .
– حدِّد وقتًا للاسترخاء في اليوم، وخذ راحة لبدنك . فرعاية نفسك والاهتمام بها وأخذ وقت للاسترخاء ليس رفاهية، ولكنه ضرورة للتَّعامُل مع ضغط الاختبارات.
– افعل شيئًا تستمع به كلَّ يوم حتى لو كان قيادة الدراجة او المشي او أي أنواع الرياضة.
– حافِظ على روح الدُّعابة لديك، فالضحك يساعد جسمك على مقاومة التَّوتُّر بعدَّة طُرُق.
– حافظ على الصلوات الخمس وقراءة القران والاذكار اليومية واسأل الله التوفيق والعون
الوقت ثمين، فلا تتركه يضيع في ما لا يُفيد :في الختام
ركز على ما يهم، واحذف ما يعيقك، وستجد فراغاً للإنجاز – وحتى للراحة الحقيقية.
الدكتورة امينة الزغامي
مستشارة أسرية وتربوية