الحياة الزوجية تحتاج إلى رعاية دائمة كي تزدهر، فمع مرور الوقت قد تتحول العلاقة الزوجية إلى روتين مألوف، تفقد معه الشغف والتجديد خاصة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تضعنا في مقارنة دائمة بحياة الآخرين.
لكنه بالإمكان إنعاش العلاقة واشعال شرارة الحب من جديد وصنع ذكريات تجدد المشاعر وتحويلها من روتين الى قصة حب متجددة بخطوات بسيطة لكنها عميقة الأثر.
كسر الروتين بالمبادرات العاطفية: لإحياء العلاقة الزوجية، يمكنك كسر روتين الحياة اليومية من خلال مبادرات عاطفية مثل السفر معًا أو إعداد عشاء مميز في أجواء حميمية، أو مفاجأة الشريك بهدية تعبّر عن مشاعرك، أو زيارة الأماكن التي تحمل ذكرياتكما العاطفية، كما أن استعادة اللحظات الجميلة عبر تصفّح ألبوم الصور أو مشاهدة الفيديوهات القديمة معًا يُعيد إشعال شرارة الحب ويُذكّركما بجمال رحلتكم المشتركة.
خفض سقف توقعاتك: الحياة الزوجية لا تسير دائمًا كما نتخيل! فبعد مرحلة الشغف والآمال الكبيرة، تتحول العلاقة بشكل طبيعي إلى هدوء واستقرار، حيث تحل المودة محل الحماس الأولي. هذه التغيرات صحية وطبيعية، وتؤسس لعلاقة أعمق وأكثر نضجًا. فلا تبحث عن الكمال، بل تقبَّل جمال المراحل المختلفة لزواجك.
العلاقات الناجحة تُبنى بالجهد المستمر: اذ أن الحب ليس مشاعر جامدة، بل هو أفعال يومية تحتاج إلى تجديد مستمر. تحتاج علاقتك الزوجية إلى التعبير المنتظم عن المشاعر، وفهم لغة حب شريكك الخاصة، وعدم التعامل مع الزواج كأمر مفروغ منه. فالعلاقات الناجحة لا تُبنى على مشاعر البداية الحالمة وحدها، بل على الجهد اليومي والوعي بأن الحب اختيار نكرّره كل يوم، وليس مجرد شعور عابر.
الاهتمام المتبادل: الاهتمام التلقائي هو سر العلاقات الزوجية الناجحة، فهو لا يُطلب بل ينبع من الرغبة الصادقة في إسعاد الشريك، لأن تحوله إلى واجب مفروض يفقد قيمته ويصبح مصدراً للإحباط. يؤكد خبراء العلاقات أن الاهتمام الحقيقي يجب أن يكون عادة يومية غير مشروطة، يصدر من القلب دون انتظار طلب من الطرف الآخر، حيث يتحول من مجرد التزام إلى متعة مشتركة تثري العلاقة. فالزواج الصحي يقوم على هذا النوع من الاهتمام المتبادل التلقائي، بعيداً عن مشاعر الإلزام أو الاستجداء،
سحر الامتنان: الامتنان يقوي ويعزز العلاقات، كما يجعلك أكثر سعادة. عندما تظهر الامتنان، فأنت في وضع عاطفي سليم
توصلت دراسة أنجزتها جامعة جورجيا الأميركية إلى أنه إذا كنت ترغب في حياة زوجية طويلة وسعيدة، فعليك البدء بالتدرب على استخدام كلمة “شكرا” في كل فرصة، إذا ما قدّم لك خدمة أو مساعدة، أو قام بدوره تجاهك، كطهي الطعام، أو إحضار الدواء، أو تحضير كوب القهوة
الزوجين الذين يعربون عن الامتنان يكونون أكثر ارتياحاً لعلاقتهم، والتي تبدأ في تقدير كل الأشياء الصغيرة والامتنان لها، مثل تلك الأشياء التي يقوم بها الشريك من أجلك.
لا تستهن بأصغر كلمات الامتنان وأبسط الأفعال العفوية فلها مفعول السحر وقد تشعل شرارة الحب من جديد وتجعل علاقتك أكثر قوة مع كل يوم يمر.
النظرة الوردية: تزدهر العلاقات عندما ينظر الأزواج لبعضهم بنظرة إيجابية مبالغ فيها أحياناً، حيث يبرزون أفضل الصفات ويتغاضون عن الهفوات. هذه “” -كما يؤكد الباحثون- تحمي العلاقة من التدهور، فمن يبالغ في مثالية شريكه يحافظ على رضاه الزوجي لسنوات أطول.
(كأن يعتبروا التأخر دليلاً على الانشغال لا الإهمال)، ويتبنون منظور طرف ثالث محايد أثناء الخلافات، ويوازنون بحكمة بين الواقعية والتسامح. هذه الآلية -التي يؤكد الباحثون أنها تشكل “وسادة عاطفية” تمتص صدمات الحياة اليومية- تمكن الأزواج من الحفاظ على رضاهم الزوجي لسنوات طويلة، حتى عندما تتعارض التوقعات مع الواقع، فالقليل من الوهم الإيجابي ليس مجرد هروب من الحقيقة، بل هو استثمار ذكي في استمرارية الحب.
الدكتورة أمينة الزغامي
مستشارة أسرية وتربوية