كشف بيان توصلت المصدر ميديا بنسخة منه أن إتحاد كتاب المغرب ندد بالجريمة التي شهدتها منطقة إمليل والتي تتمثل في مقتل السائحتين الاسكندينافيتين بطريقة بشعة.
وأكد البيان على أنه ليست المرة الأولى التي يهتز فيها الوجدان المغربي والإنساني من تداعيات الجُرْم الإرهابي الأليم، الذي ما فتئ ينمو ويتجذّر في العالم، مستهدفا استقرار المغرب وقيمه وثقافته وأعرافه وتقاليده القائمة دوما على السلام والمحبة والتسامح والتعايش، كما أن ما نفذته طيور الظلام، في الفترة الأخيرة بمنتزه جبل توبقال بمنطقة شمهروش بإقليم الحوز، من قتل سائحتين أجنبيتين بريئتين، نرويجية ودانماركية، عكس إيقاعا بائسا لعمل إجرامي إرهابي شنيع، وُقِّعَتْ فصوله السوداء على مشارف مدينة مراكش الآمنة.
وكشف البيان أن اتحاد كتاب المغرب، يقف إجلالا لأرواح الضحيتين الأوروبيتين، ويعرب عن تأثره المتجذر في وجدان كل حساسياته وأطيافه، ويعلن عن تنديده التام بهذه الجريمة الإرهابية الشنيعة، وعن موقفه الرافض لبشاعة هذا الحادث الإرهابي المسعور، في الوقت الذي يصدع فيه بِحُزنه وتضامنه العميقين مع عائلتي الضحيتين البريئتين.
كما يرى الاتحاد أن حدثا دمويا كهذا الذي عاشه المغرب بحزن وألم، منذ أيام، يعكس محطة دالة بسوادها، تستثير الوعي الجمعوي بعنف، لتجديد انتباه القِوَى الحية في البلاد (سياسية وإعلامية وجمعوية وكتابا ومبدعين وفلاسفة وخبراء تربية وعلماء وفقهاء ومدرسين وطلبة وتلاميذ ومثقفات ومثقفين من أمهات وآباء وغيرهم …)، وكما دأب الاتحاد على ذلك في بياناته وصيحاته، إلى ضرورة الانكباب الجدي على تصحيح منهجيات المعالجة لسؤال الإرهاب.
ويقول البيان: “فاتحاد كتاب المغرب، على مدى تاريخه الثقافي والنضالي، إذ يعتبر أن منطلق كل مشروع مجتمعي، إنما ينتظم منطقيا في أساسه المفهومي ثم المنهجي، فإنه يدعو قوى المغرب الحية، إلى ضرورة تجديد التفكير في جملة من الأسئلة السوسيوثقافية المهملة، من زوايا مغايرة، علما بأن مقياس المغايرة في هذا الباب، يكمن في الطموح إلى امتلاك نسيجنا المجتمعي أفقا ممكنا لمحاصرة الإرهاب، بل والاشتباك معه في عقر محاضنه وبيوتاته المظلمة، لا مجرد مواجهته من بعيد”.
وفي هذا السياق، يؤكد اتحاد كتاب المغرب على ضرورة تعميق الوعي النظري والمفهومي بمنابع الإرهاب وبهويته، ودعا إلى جوار فعاليات الرأي العمومي، مواصلة المعركة لمنازلة الإرهاب، كي تترجم حصارها واشتباكها معه، بمشاريع وانعطافات تربوية وديداكتيكية مؤسسية، نظامية وغير نظامية، حيث تصبح مجتمعات القوى الحية، هي المدارس الحقيقية التي ينمو فيها أطفال الغد.