بعد تقاعس الحكومة في إيجاد حلول لمشكلة وفيات النساء والرجال في المعابر الحدودية لسبتة ومليلية، هاجم العديد من البرلمانيون من مختلف فرق المعارضة وأغلبية الحكومة مؤكدين أن المستفيد من هذه التجارة الشبه سرية هي مافيات التهريب التي تستغل النساء الفقيرات لحمل هذه السلع التي لا تخضع لمراقبة والتي أغلبها منتهي الصلاحية.
وفي إتصال للمصدر ميديا بـأمل عربوش نائبة برلمانية عن حزب الاصالة والمعاصرة أكدت على أن مشكلة التهريب والظروف المعاشة في المعبر هي واقع معاش حيت أن نسبة كبيرة من عيش المواطنين و المواطنات مرتبط بالمعبرين ، كما يلاحظ أن هذه الفئة تعامل بإسترقاق الممارس في القرون السابقة خاصة عندما تجد نساءا يحملن كميات كبيرة من البضائع تزن أضعاف وزنهن فيما يتعرضن للسب و الشتم والتدافع .
وأضافت أمل عربوش أن المشكل لا يتعلق بالدرجة الاولى بالشق الاقتصادي أو الاجتماعي بل يتعلق بتبني الحكومة لهذا المشكل ، كما أن الاعلام يلعب دورا محوريا في تسليط الضوء على هذا الواقع من أجل حث الدولة على التفاعل وإيجاد حلول عن طريق استراتيجيات و برامج إيجابية والتي لم يتم تطبيقها على أرض الواقع .
وأكدت النائبة البرلمانية على أنهم كنواب وضعوا تصورا خاصا متعلق بصندوق لدعم المناطق الحدودية من أجل دعم تلك الفئة من المواطنين عند تضررهم خاصة وأنهم يزاولون مهنة غير قارة وذلك من أجل ضمان كرامتهم و استقلاليتهم.
وأضافت عربوش على أن الحكومة لم تتجاوب لمقترح تعديلات الصندوق الداعم للمناطق الحدودية، في حين تم تكوين لجنة استطلاعية تخص المعبر الحدودي حيث تمت مناقشة جميع المشاكل التي تهم المعبر وكذا الاقترحات الممكنة التي تضمن كرامة المواطنين إلى حين إيجاد بدائل تغنيهم عن تلك المهنة .
وأبرزت أمل على أن المشكل ليس بمشكل القطاع بل مشكل الحكومة ككل حيث أن هذه الاخيرة تتجاهل الجهة بأكملها بالرغم من إشراف الملك محمد السادس على مشاريع تهمها.
وأفادت النائبة بأن الجانب الاسباني يمارس سلطتة و يثبت أنه المسيطر الاول على المنقطة الحدودية كما تتم ممارسة المذلة والمهانة بشكل معنوي على المواطنين المغاربة بالمنطقة أكثر مما هو مادي .
وأشارت عربوش إلى أنه حاليا يجري العمل داخل لجان على المشكل القائم من أجل إيجاد حلول تتوافق وتتماشى مع متطلبات المنطقة و إمكانيات الدولة، كما أن أي تأخر في وضع حلول يمكن أن يفجر القنبلة الموقوتة في الجهة الشرقية كما يلاحظ بمدينة جرادة حيث أنها لا تختلف عن منطقة بني نصار و الناظور ولا على أي إقليم آخر بجهة الشمال و الشرق.
مؤكدة في ذات السياق، على انه كانت هناك وعود من رئيس الحكومة من أجل الاجتماع بمسؤولي جهة الشرق من أجل مناقشة مشاكل الجهة المرتبطة بالأساس بموقعها الاستراتيجي الحدودي على مستوى مليلة والجزائر، كما أنه تم عقد اجتماع داخل لجنة الداخلية مع وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت قصد مناقشة المشاكل المرتبطة بالمعبرين، أما على مستوى الخارجية فتمت مناقشة المشاكل المرتبطة بمعبر بني انصار.
وكشفت أمل على أنه وجب على الحكومة النظر في الموضوع بشكل جدي وبنوع من الاستعجالية من أجل إيجاد بدائل لأن أي تأخر يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الجانب الاجتماعي والأمني للمنطقة .
وختمت أمل عربوش بتأكيدها على أن النساء يعانين جدا في ظل المشكل القائم خاصة وأن البعض منهن نساء طاعنات في السن غير أن الوضع الاجتماعي يحثهم على مزوالة المهنة من أجل كسب لقمة العيش.