محمد عبد الوهاب الرفيقي الملقب ب”أبي حفص ” ولد بمدينة الدار البيضاء سنة 1974، ترعرع وسط عائلة ملتزمة، والتحق بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وحصل بها على إجازة كلية الشريعة.
درس علي يد كثير من مشايخ المملكة العربية السعودية ومن أبرزهم ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين والغنيمان والعباد وغيرهم، تأثر كثيرا بالشيخ محمد المختار الشنقيطي ولازمه ودرس على يده جملة من المتون والكتب .
يشغل ضيفنا اليوم منصب رئيس مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام، و كذا عضوا بحزب الإستقلال، في حين تم إبعاده عن رابطة علماء المغرب العربي، بعد النقاش الأخير حول موضوع “الإرث” .
يفتح الداعية الإسلامي “أبو حفص” قلبه في حوار خاص مع ” المصدر ميديا” ليتكلم عن مساره بين السلفية و التنوير ، كاشفا عن مجموعة من العواقب والصعوبات التي واجهها سواء في التجربة السجنية و كذا بعد خروجه من خلف القضبان، و ما رأي ضيفنا في مجموعة من الإنتقادات التي وجهت له من أصدقاء الأمس القريب، وهل يفكر محمد عبد الوهاب الرفيقي كقيادي بحزب الإستقلال في قادم الأيام ! وأسئلة أخرى يجيب عليها “أبو حفص” في حوارنا .
1- السلام عليكم، أرحب بالأستاذ “أبو حفص”، أول سؤال نبتدئ به جلستنا بعد مرور 14 سنة على أحداث 16 ماي وكنت معتقلا آنذاك وهو كيف مرت التجربة السجنية؟ خصوصا وأن بعض التسريبات تقول أن السلفيين في السجون المغربية يطالهم تعذيب شديد ؟
بقدر أسفي على ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم الذي عرف مقتل أبرياء، بقدر ما نتأسف على التجاوزات والظلم الذي طال مجموعة من الناس وكنت واحدا منهم ,حيث تم إعتقالي رغم أنه لا تربطني أي صلة بالمتورطين في الإنفجارات، وأجدد تأكيدي أن الإعتقالات كانت عشوائية وظالمة، وذلك بشهادة منظمات حقوقية وطنية ودولية .
ومن جهة أخرى كانت التجربة السجنية مفيدة بالنسبة لي، حيث سمحت لي بالخلوة والإقبال على المعرفة مما ساهم في مجموعة من التحولات في المواقف التي أبديها .
أما بالنسبة للتعذيب، فتكون فقط في السنة الأولى من الإعتقال، ووقفت عند حالات طالهم التعذيب وكانت هناك آثار واضحة لذلك .
2-هل طالك التعذيب أيضا بمعية السلفيين الذين تم إعتقالهم في أحداث 16 ماي الإرهابية ؟
أنا شخصيا لم أُعذب ماديا بشكل مباشر ولكن طالني التعذيب المعنوي .
3-ما هو الفرق بين أبو حفص السلفي و محمد رفيقي الذي يراه البعض حداثيا أو متنورا ويخوض في نقاشات تعتبر من أساسيات الدين الإسلامي ؟
تحويل البنية الفكرية من المنهج السلفي عموما إلى التنوير، لا شك أن هذا الأمر أخذ مني سنوات وقراءة وجهد نفسي وجهد معرفي كبير لذلك.
4-كيف واجه “أبو حفص” الإنتقادات التي وجهت إليه من أبرز رموز السلفية في المغرب خاصة بعض أصدقاء الأمس الذين وصلوا إلى حد تكفير محمد رفيقي بعد مناقشته لموضوع “الإرث”؟
لا أبالي لإنتقادات هؤلاء أو غيرهم , أنا أعبر عن أفكاري أعرف أن هناك من سيتجاوب معها و هناك من سيرفضها , هذا الأمر لا يعنيني شخصيا و إنما يعنيني هو أن أعبر على ما أنا مقتنع به.
5-مجموعة من المنتقدين يعتبرون “أبو حفص” أقام صفقة مع الدولة …ما رأيك في الموضوع ؟
من قال هذا الكلام فليدلنا على ذلك و (ساخرا) “ماكرهتش يقول لينا المبلغ حيت فعلا محتاجين لهاد الصفقة “.
6 -بإقتراب شهر رمضان كيف ترى الشارع المغربي بين من يدافع عن الإفطار العلني ويطالب بإسقاط المادة “222”و من يعتبره إستفزازا لصائمين، و يلزم معاقبة من تبث أنه يفطر علنا ؟
هي حرية الناس يتعبدون كيف يشاؤون لا أرى أن الإفطار جريمة ويلزم معاقبة المفطر، لأن الأمر تعبدي وبين العبد و ربه و لا دخل للمجتمع ولا الدولة في الموضوع.
ولكن في المقابل الدولة من حقها أن تفرض القوانين التي تحمي ذلك المفطر بنفسه، لأن عقلية المجتمع لا تتقبل مثل هذا الأمر ويستفزها، وهذا يهدد السلم المجتمعي مما يحدث مجموعة من التوثرات داخل الشارع العام، ومن أراد أن يمارس الطقوس الخاصة به فليمارسها بعيدا على الناس .
7-بعيدا عن “أبي حفص” الداعية الإسلامي و المعتقل السلفي السابق …. كيف كانت تجربتك مع حزب الإستقلال ولماذا إخترت حزب الإستقلال بالضبط ….وهل يفكر محمد الرفيقي في قيادة الحزب في قادم الأيام ؟
التعاقد الذي تعاقدته مع حزب الإستقلال هو العناية بما هو فكري، وكذا إحياء السلفية الوطنية، وإعادة الحزب لذلك الدور الإشعاعي الذي كان له، حيث أنه كان خفوت في العقود الأخيرة على المستوى الفكري والمعرفي، هذا هو ما أشتغل عليه وهذا مايهمني الآن بعيدا على المنافسات السياسية المعروفة .
8-ما رأيك في المشاكل الداخلية التي يعرفها حزب الإستقلال؟
أنا لا أحب أن أتدخل في جهة أي طرف وأحافظ على مسافة متساوية بين جميع الأطراف، وبالعموم الأحزاب الحيوية هي التي تقع فيها الإشكالات والصراعات الداخلية، وأتمنى أن يتجاوز الحزب هاته الإشكالات بما فيه صالح للوطن عموما .
9-حدثنا قليلا عن مؤسستك الإعلامية “الميزان” وما هي تطلعات المؤ سسة مستقبلا ؟
الميزان هي مؤسسة فكرية بحثية، تشتغل على مجالات الوساطة ومجالات الأبحاث، وأيضا مؤسسة إعلامية تشتغل على الظاهرة الدينية وترصد كل ما له علاقة بالتطرف والإرهاب، وتسعى جاهدة لمحاربة التطرف الديني والإرهاب على مستوى الإصدارات سواء منها المكتوبة أو المرئية .
10-شاهدنا في إفتتاح المؤسسة حضور مجموعة من قادة حزب الإستقلال…. هل ستكون مؤسسة الميزان ناطقة بإسم الحزب ؟
لا علاقة لها بحزب الإستقلال وليست هيئة من هيئات حزب الإستقلال، نحن في شراكة مع الحزب، لكن المؤسسة تشتغل بشكل مستقل ومفتوحة على الجميع، وبإمكانها عقد شراكات مع مختلف الأطراف .
آخر سؤال …كيف يقضي “أبو حفص” شهر رمضان المبارك ؟
أقضيه بشكل عادي جدا، أمارس أنشطتي داخل المركز، أجلس قليلا مع العائلة والأسرة، وأمارس الشعائر التعبدية التي تُمارس في شهر رمضان، وأخصص الوقت لمتابعة مايجري في مواقع التواصل الإجتماعي، هكذا أقضي اليوم في رمضان .