دشن المغرب عهدا جديدا في العلاقات التي تربطه بدولة إسرائيل، ضمن سياق الدور التاريخي الذي ما فتئ ينهض به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة ودعم السلام والاستقرار بالشرق الأوسط، وكذا الروابط الخاصة التي تجمع بين بلاد التعايش التاريخية والطائفة اليهودية المغربية ، وبجميع أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل، ضمن إنفتاح إنساني يهدف الى خدمة قضية السلام في المنطقة، ويساهم في تحسين الأمن الإقليمي، ويفتح آفاقا جديدة للمنطقة برمتها.
عهد جديد دشن مداخل قيامه الإعلان المشترك الموقع ما بين المملكة المغربية والولايات المتحدة وإسرائيل، تماشيا مع الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس دونالد ترامب، في 10 دجنبر 2020، وإلى البيانين التاريخيين الصادرين في اليوم نفسه من قبلهما ومن قبل رئيس وزراء دولة إسرائيل، بنيامين نتانياهو، الذي تم التأكيد ضمنه أن المملكة المغربية ودولة إسرائيل تعتزمان الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين المغرب وإسرائيل، بواسطة شركات الطيران الإسرائيلية والمغربية، مع تخويل حقوق استعمال المجال الجوي؛ والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين المسؤولين الإسرائيليين ونظرائهم المغاربة وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة سلمية وودية.
كما تعتزمان، حسب الإعلان المشترك، تشجيع تعاون ثنائي اقتصادي دينامي وخلاق؛ ومواصلة التعاون في مجالات التجارة؛ والمالية والاستثمار؛ والابتكار والتكنولوجيا؛ والطيران المدني؛ والتأشيرات والخدمات القنصلية؛ والسياحة؛ والماء والفلاحة والأمن الغذائي؛ والتنمية؛ والطاقة والمواصلات السلكية واللاسلكية؛ وغيرها من القطاعات وفق ما سيتم الاتفاق بشأنه.
ضمن سياق هذا التقارب الجديد حاورت المصدر ميديا المحلل السياسي الإسرائيلي “نفتالي بن سيمون” حول المستقبل الإقتصادي لهذا التقارب، وفرص الحركية الإستثمارية التي يعد بها التعاون بين البلدين.
كيف تقيمون مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسرائيل؟
التقارب الإسرائيلي المغربي على المستوى الاقتصادي سيسمح بفتح أفق تعاون كبير بين البلدين في مجالات متعددة، خصوصا وان المغرب يتوفر على مؤهلات اقتصادية كبيرة قادرة على تبويئه مكانة مهمة ضمن اقتصادات الدول النامية والكبرى، من خلال خلق فرص استثمارية مهمة، ضمن اقتصاد وطني يضمن تدفق حوالي 120 ترليون دولار، وهو ما يجعل من المغرب قطبا استثماريا جديدا وجيدا، يمكن ان تشكل التجربة الاقتصادية والاستثمارية الإسرائيلية، ضمنه، أحد أبواب صناعة الرخاء والرفاه للمواطن الإسرائيلي والمغربي اللذين تجمعهما قيم التعايش والتسامح التي برهن المغرب على مر التاريخ قدرته على إرساء دعائمها واقعيا من خلال الحب الكبير الذي يكنه اليهود المغاربة لهذا البلد الصديق.
لقد حان الوقت كي يقود المستثمرون المغاربة واليهود رياح التغيير، من خلال الدفع نحو إرساء دعائم اقتصاد مشترك قادر على صناعة التغيير لدخول البلدين عالم الاقتصادات الكبرى من خلال استغلال فرص التحولات الجديدة التي فرضتها الجائحة، والاستفادة من الإمكانيات والموارد التي يمتلكها البلدين.
ما هي الفرص السياحية والاستثمارية التي سيضمنها فتح الخط الجوي ما بين إسرائيل والمغرب؟
الأكيد ان فتح هذا الخط الجوي سيوفر فرص استثمارية وانتعاشا مهما للقطاع السياحي بالمغرب، حيث ينتظر أن تستقبل البلاد حوالي 200 ألف سائح يهودي، كما سيشكل الخط المفتوح بين البلدين فرصة استثمارية مهمة لعدد من شركات الطيران الدولية، لكن الأكيد هو أنه سيكون أحد أبواب دعم السياحة بهذا البلد الجميل.
لقد سمعت ان عددا من يهود العالم يتطلعون بشغف لزيارة المغرب للاستمتاع بالمؤهلات الحضارية والثقافية التي يحظى بها هذا البلاد العزيز، والالتقاء بسكانه المحبوبين والمضيافين، الذين يعرف اليهود تاريخ كرمهم وتعايشهم الاستثنائي جنبا إلى جنب مع إخوانهم من يهود المغرب، وانا انتظر بفارغ الصبر إطلاق هذا الخط للظفر بتذكرة للسفر لهذا البلد الذي ننتظر بفارغ الصبر زيارته وعدد من أبناء إسرائيل.
كيف يرى المستثمرون الإسرائيليون مستقبل الانفتاح الاقتصادي القائم بين البلدين؟
المستثمرون الإسرائيليون على وعي كبير بالفرص الاستثمارية التي يتيحها الاقتصاد المغربي في إطار علاقات الانفتاح المتبادل اليوم، وهم يعرفون دون أدني شك القوة التنافسية وقوة الجدب الاستثماري الذي أصبحت تحضى بها البلاد عالميا (صناعة السيارات، الطيران، النسيج…)، والفرص الاستثمارية المستقبلية التي سيضمنها المجال الجغرافي للمغرب.
إسرائيل والمغرب مطالبان اليوم بضمان الانفتاح المتبادل بين المستثمرين المغاربة والإسرائيليين من خلال إشاعة ثقافة التعاون والانفتاح وفتح أجواء الثقة المشتركة من اجل الاستفادة المشتركة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية المستقبلية التي يتيحها التعاون المشترك ما بين البلدين.