من ساءت نيته في قومه لايؤمن على غيرهم

الحياة السياسية في المغرب حبلى بالمفآجات والدروس والعبر. كما أنها تنضح بعدم الإهتمام بذلك وبعدم أخذ العبر مما يقع في هذه الهيئة السياسية أو تلك.

قلت ذلك وأنا أستحضر ماعرفته ساحتنا السياسية في العصر الحاضر والذي قبله من تقلبات ومؤامرات ودسائس. ومن طعنات غادرة من ذوي القربى سياسيا.

وماينجم عن ذلك من تفكك وتشرذم وانحطاط لهذ الحزب أوذاك. أتذكر ولعلنا جميعا نتذكر ذلك أن هناك أحزابا سياسية ملأت فضاءنا السياسي في فترة معينة من زمننا الجميل ولكنها توارت معنويا عن الساحة السياسية ولم يبق لها وجود إلا ذلك الوجود الشكلي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. وكان ذلك منتظرا حينما شحذت أيادي بعض مناضليها سكاكين الغدر وقامت بغرسها في ظهور من لولا هم لما كان للحزب وجود ولولاهم كذلك لما استأسدوا هم بعدما كانوا. ..
تذكرت هذا وغيره وأنا أرى في الأفق القريب حزبا يتهاوى إلى الحضيض دون أن يأخذ العبرة من تلك الأحزاب التي سبقته إلى ماينتظره من مستقبل غير مشرف.

لقد كان بالأمس القريب -وما بالعهد من قدم-في طليعة الأحزاب الوطنية التي كانت تأثث المشهد السياسي في البلد وفجأة تم الإنقلاب عليه وعلى مكانته الكبيرة من داخله. سُلٌَتْ سيوف الغدر من طرف الأبناء. وتم غرسها في ظهور وصدور أولياء النعمة والمؤسسين الذين لولا هم لما كان للحزب ولهم وجود. لقد تآمروا على من يرجع له الفضل في وجودهم. ليس بالضرورة أن نتفق معه في مساره والسياسة التي كان ينهجها. بل أجزم بعكس ذلك ومع ذلك فإنه بالنسبة لهم يكون هو الأب الروحي وإليه يرجع الفضل في ماهم فيه الآن.

أختم بهذا السؤال وهو مشروع بالنسبة لنا جميعا. هل ننتظر خيرا من هؤلاء الذين يسيرون الشأن العام من المحسوبين على هذا الحزب وهم الذين غدروا بولي نعمتهم وأبيهم الروحي بعد أن أداروا له ظهر المجن. ألا يحق لنا أن نشك في مايظهروه لنا من. ..

هذه الأسئلة وغيرها ستجيب عنها الأيام. أما نحن فلا ننتظر إلا أن يكون مصير هذا الحزب هو مصير من كان على شاكلته. وفي إنتظار ما سيكون نردد ماكان يقوله فقيد الصحافة. الوطنية المرحوم محمد باهي حرمة:
سوف ترى إذا انجلى الغمام
أفرس تحتك أم “أَغِيٌُولُ”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد