يعد صالون درة الإسكندرية الأدبي من الصالونات الأدبية الأكثر انتشارا بمصر، حيث تم تأسيسه من طرف الشاعرة المصرية نادية فتيحة التي فتحت قلبها للمصدر ميديا في حوار شامل لها تتحدث من خلاله عن تجربتها الشعرية.
تجمعك بالشعر علاقة عشق، كيف بدأت هذه القصة؟
بدأت القصة باختياري في مجموعة الإذاعة المدرسية بالمرحلة الإعدادية لقراءة الاخبار على الطالبات من الجريدة الورقية وكنا ثلاث طالبات بالتناوب، وكنت الوحيدة التي صفق لها الطالبات عندما قرأت شعرا وطنيا فى حب مصر.
أحسست في تلك اللحظة بجمال الكلمات، ولفت نظري الإعجاب والتقدير للكلمة وعدت الى المنزل كتبت كلمات متشابهة بشكل عمودي وجعلت لكل منها نهاية لجملة مرتبطة بموضوع وفكرة واحدة، إلى أن أنشأت قصيدة وصححها لي أستاذ اللغة العربية، وعندما ألقيتها أمام الطلبة أثارت إعجابهم وكانت فرحتي لا توصف وبدأت أقرأ كل ما تخطه يدي إلى أن بدأت رحلتي مع الشعر.
كيف هي علاقتك بقصائدك؟ هل تختلف من قصيدة الى أخرى؟
قصائدي بعض مني، فيها شيء من روحي، ولكل قصيدة حكاية، كتبت عن كل حالات الحب، وهناك ثلاث حالات حب تكلمت عنها فى قصائدي المشهورة جدا، أولها حب بين تلميذة والمدرس، والثانية بين حبيبة تعيش على الذكريات بعد الفراق وتوصي زوجة حبيبها به خيرا، والثالثة بين عروسة “الماريونيت” العاشقة للفنان الغير مرئي للجمهور الذي يحركها بالحبال.
وهناك قصائد اجتماعية تتفاعل مع الأحداث، بالإضافة الى ديوان كامل لرصد السلوكيات الخاطئة فى المجتمع وطريقة تصحيحها اسمه “سلوكيات” حيث ستتم طباعته من طرف وزارة الثقافة، وقصائد دينية، غير أنه يمكن القول أن اغلب دواويني عن الحب والغزل، أحب كل قصائدي، حتى الضعيفة منها والتي لم تخرج للنور أحبهم كأولادي.
هل ترعرعت في وسط أسري عاشق للأدب؟ أم أنك استثناء؟
نعم لي أخت شاعرة وأخي رحمه الله كان شاعرا وكان أفضلنا في الكتابة، كما أن زوجي أيضا شاعر فصحى يكتب الشعر العمودي ولي ابنة خريجة كلية ألسن تكتب الشعر بلغات متعددة.
هل هناك طقوس خاصة أوحالة معينة تتملكك لتبدعي القصيدة ؟
نعم، لابد قبل الكتابة أن أكون مشحونة بالمشاعر كي تسيطر علي فكرة معينة لا تهدأ إلى أن أنهض من نومي ليلا أوأترك ما بيدي نهارا وأقوم بعملية تفريغ على الورق بعدها ارتاح ثم اعدل وأغير فيها واسمح بخروجها للنور، خاصة وأن كتابة قصيدة هي أشبه بعملية ولادة منها السهل ومنها المتعسر.
قمت بتأسيس صالون أدبي”درة الاسكندرية الادبي” حدثينا عنه قليلا؟
كان إسمه نادية فتيحة.. كصالون مي زيادة مثلا، غير أنه عندما تم تكريمي في احد اللقاءات لقبونى بدرة الاسكندرية، اعجبت بالاسم واحتفظت به وأطلقته على الصالون وصار الأشهر على مستوى محافظات مصر والأكثر في عدد الجمهور كما أنه الصالون الوحيد الذي تمت استضافته ونظم ندوات خاصة وحظي بتكريمات بكل محافظات مصر.
إلى أي حد يستطيع هذا النوع من الصالونات أن يرتقي بالادب ويشجع عليه؟
الى الحد الذي لا يتخيله احد، لأنني قمت بما تقوم به الحكومات ودون دعم، حيث كنت أعقد مناظرات بين الشباب والأكبر سنا وأقيم المسابقات وأحفز بجوائز مادية أتكفل بها شخصيا، كما اهتم بالندوات التثقيفية مستعينة بمتخصصين، حيث تناولنا مواضيع شتى عن الحداثة فى الشعر والأدب النسوي والنقد الابداعي وفن الإلقاء وغير ذلك.
سبق وزرت المغرب في مهرجان الشعر والزجل وكنت ضمن لجنة التحكيم، كيف يمكن لك تقييم هذه التجربة؟
كانت تجربة رائعة بكل المقاييس رغم ان المهرجان لم يحظى بدعم غير أنني سعدت كثيرا بوجودي ببلد المغرب والذي تجولت به وكونت صداقات افتخر بها والتي مازالت الى حد الآن مستمرة، خاصة وأن المغرب بلد راقى نظيف واهله كرماء طيبين فتحوا لي قلوبهم قبل بيوتهم واحببتهم كثيرا كثيرا.
هل ترين ان الشعر العامي اخذ حقه في مصر ؟
نعم في رأيي أخذ حقه حيث تقام له ندوات ومؤتمرات ومهرجانات ومسابقات وتطبع له دواوين احيانا على نفقة وزارة الثقافة.
ما هوتقييمك لعلاقة الشعر بمواقع التواصل الاجتماعي ؟
ساعدت مواقع التواصل الإجتماعي على شهرة وإنتشار الشعر، كما ساعدت على الاطلاع ومعرفة امكانيات الشعراء الفيسبوكيين، والإعلان عن الفاعليات الثقافية وكسر الحدود بين المدن وبين الدول، خاصة وأنه من خلال مواقع التواصل من خلاله تمت دعوتي إلى حضور مهرجانات دولية عديدة، مواقع التواصل الاجتماعي جعلت العالم قرية صغيرة.
فزت بالعديد من الجوائز الأدبية ما الذي تمثله الجائزة للأديب؟
بالنسبة لي تمثل الإعتراف بأني متميزة، خاصة وأنه من اولويات احتياجات الانسان الاحساس بالتقدير من طرف الآخرين.
حدثينا عن مشاريعك الادبية القادمة؟
حاليا انظم مهرجانا دوليا سنويا وهوالاول من نوعه في الوطن العربي للشعر والسياحة، حيث سيحظى الضيوف العرب بزيارات سياحية في محافظات مصر حيث الآثار والجمال والأمان والحب والخير، حيث أنني أحب بلدي وأشجع السياحة فيها وأظهر للضيوف العرب كم هي جميلة وكم اهلها طيبون رائعون كرماء، كما أن الغرض من المهرجان توطيد أواصر العلاقات بين الدول وكذا تنشيط السياحة والحركة الثقافية في الداخل والخارج.