قال جلالة الملك محمد السادس في خطابه يوم أمس بمناسبة ذكرى ثورة الملك و الشعب : “إن ثورة الملك والشعب، التي نعيش اليوم ذكراها الرابعة والستين، أكثر من ملحمة وطنية خالدة، جمعت ملكا مجاهدا، و شعبا مناضلا، من أجل استقلال المغرب، وعودة ملكه الشرعي .فهي محطة مشرقة في تاريخ المغرب تجاوز إشعاعها وتأثيرها حدود الوطن، ليصل إلى أعماق إفريقيا. فقد ألهمت بشكلها الشعبي التلقائي وبقيم التضحية والوفاء التي قامت عليها حركات التحرير بالمغرب الكبير وبإفريقيا من شمالها إلى جنوبها”.
و في هذا الصدد، قال الناشط الأمازيغي أحمد عصيد في تصريحه “للمصدر ميديا”، أن جلالة الملك محمد السادس استعمل كلمة المغرب الكبير بدل المغرب العربي في خطابه يوم أمس جاء من باب احترام الدستور، لأن المغرب هو البلد الوحيد في منطقة شمال إفريقيا الذي أقر سنة 2011 إلغاء عبارة المغرب العربي. و تابع عصيد في تصريحه بالقول: ” عبارة المغرب العربي هي عبارة اختزالية من الناحية الهوياتية لا تعترف بالمكونات الأخرى غير العربية، و هذا كان من المطالب الرئيسية للحركة الأمازيغية منذ عقود”.
و أضاف أحمد عصيد في معرض حديثه أن كلمة المغرب الكبير تأتي كذلك لتؤكد و تثمن الانتماء الإفريقي للمغرب الوارد في الدستور أيضا، حيث اعتبر أن هذا الانتماء كان متجاهلا من قبل السياسات الرسمية و النخب التي كانت متجهة إما نحو فرنسا أي المركز الغربي، و إما نحو الشرق أي المركز المشرقي العربي، و كانت الحركة الأمازيغية وحدها تؤكد على الخصوصية المغربية.
و قال أحمد عصيد: ” سياسة الانفتاح المغربية على إفريقيا هي سياسة تعيد تأسيس معنى الهوية المغربية من خلال التأكيد على عمقها الإفريقي الذي ظل مجهولا عند المغاربة بسبب عدم إدراج هذا العمق في التعليم و عدم الاهتمام به في وسائل الإعلام”.