عيد الفطر ، هو أبرز عيد لدى كافة المسلمين، يحتفلون به في الأول من شهر شوال من كل عام. أطلقت عليه تسمية عيد الفطر لأنه خاتمة شهر رمضان الكريم، شهر الصيام و القيام، ففي عيد الفطر يحق للصائم أن يعلن ابتهاجه و اعتزازه و انشراحه بما صبر وعمل، فقد انتصر من خلال غلق نوافذ تسرب الشيطان إلى روحه وبدنه و حرمان نفسه من كل إغواء مادي وإغراء إرادي.
يقول ن.م تقني متخصص في المعلوميات: ” العيد ضيف خفيف الظل و زائر لا يتخلف عن ميعاده، و علينا أن نحسن استقباله بكل خير و فرح و محبة، و أن نستثمره فيما بيننا لإشاعة و نشر جو العيد و البهجة بين أطفالنا، و يتفرغ الآباء تماما لصغارهم في يوم العيد بعيدا عن مشاغل الدنيا و همومها، و الابتعاد عن كل ما يغضب الناس و يكدر صفوهم و تكون بذلك فرحة العيد غامرة، فالمسلمون فازوا بصيام و عبادة خاصة طيلة شهر رمضان المعظم ، و حين نستقبل العيد بما يرضي الله ، علينا أن نودعه بما يرضيه أيضا من عزم على استدامة الطاعات و التقرب إلى الله و العودة لأعمالنا و نشاطاتنا و نحن أقرب للمعروف، و أصدق في التعامل فيما بيننا”.
و يضيف م.ش ممثل مسرحي أن يوم العيد هو يوم المودة بين الناس و يوم لصلة الأرحام و العطف على الصغير و الفقير و المسكين، فقد شرعت الأعياد في الإسلام لحكم سامية و مقاصد عالية. فالأعياد في الشريعة الإسلامية لم تشرع من أجل الفرح فحسب، و إنما شرعت لكي تستكمل حلقة البر في المجتمع ، فإذا كان البر في الأيام العادية عادة فردية، ففي أيام الأعياد يصبح البر قضية اجتماعية، و من ثم علينا أن نعي الأبعاد السلوكية و التربوية في العيد، و تعزيز أواصر الصلة و التقارب و المودة و التواصل الإيجابي بين جميع شرائح المجتمع.
ازدهار التجارة الموسمية:
عند اقتراب حلول عيد الفطر ، تزدهر التجارة الموسمية، فالحلويات و العطور و الملابس التقليدية… يكثر الإقبال عليها بشكل كبير نهاية شهر رمضان المبارك استعدادا لاستقبال العيد، و تحظى الملابس التقليدية بنصيب الأسد في الأيام التي تسبق عيد الفطر السعيد يقول ع.د صاحب محل لبيع الألبسة التقليدية الجاهزة : “يبدأ الإقبال على المحل في تزايد مستمر ابتداءا من العشر الأواخر من شهر رمضان ، إذ تكون الأجواء متميزة، فنبيع ما يقارب 25 لبسة في اليوم.” أما فيما يخص الأثمنة يضيف ع.د :” الأثمنة تتراوح ما بين 300 و 1500 درهم للباس الواحد ، فإقبال الزبناء يكون مكثفا على (الجبادور) و (الجلباب التقليدي المغربي ) و كذلك القميص العادي، فالناس يتحرون في هذه المناسبة الأناقة و البساطة بشكل كبير”.
و بجوار محل الألبسة التقليديةالجاهزة، يوجد محل لبيع جميع أصناف الحلويات، حيث يصطف زبناء كثيرون منتظرين دورهم للحصول على طلباتهم، و عن هذه الأجواء تتحدث ن.ش صاحبة المحل: ” قبل العيد بثلاثة أيام، يتكاثر الإقبال على شراء الحلويات بكل أنواعها، و لكل زبون نوعه الخاص الذي يحبه، حيث يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد بين 60 درهم و 170 درهم حسب النوع ، و تبقى ( الغريبة البهلة) و ( كعب الغزال) أكثر الأنواع مبيعا”. و تضيف ن.ش :” معظم النساء الآن أصبحن يشتغلن، فإنهن لا يقدرن على إعداد حلويات العيد في بيوتهن لضيق الوقت، فيفضلن شراءها جاهزة عوض تكبد معاناة تحضيرها”.
الحلويات و الملابس التقليدية و غيرها من البضائع ، تزدهر تجارتها عند حلول عيد الفطر ،حيث تبقى مظهرا من مظاهر الاحتفال و البهجة و السرور رغم الطابع المادي التنافسي الذي يطغى عليها.
أجواء العيد و طقوسه لدى المغاربة:
يمارس المغاربة طقوسا و عادات اجتماعية موروثة عن الأسلاف، ففي صبيحة يوم العيد، يخرج الأطفال بملابسهم التقليدية الزاهية مع آبائهم لأداء صلاة العيد في المصلى أو في المسجد، و بعد انتهاء الصلاة يحرص المصلون على تهنئة بعضهم البعض بالعيد السعيد. أما في البيوت، فتنهمك النساء في تحضير وجبة الفطور بأطباقها المتنوعة من حلويات مغربية مشكلة و ( المسمن) و ( البغرير) و ( الشفنج) و أطباق أخرى حسب الأذواق، و يلبس معظم المغاربة على اختلاف أعمارهم الزي التقليدي المغربي من ( جلابة) أو ( الجبادور و البلغة) و ( الطرابيش الحمراء)، بينما ترتدي الفتيات (التكشيطة الملونة) و ( القفطان المغربي)، كما يلتفتن النساء لزينتهن حيث يقبلن على نقش الحناء على أيديهن و أرجلهن بأشكال هندسية جميلة مستوحاة من بيئات مختلفة، إذ تعتبر الحناء رمزا للأفراح في حياة المرأة المغربية، و لا يمكن أن تمر مناسبة دينية أو حفل زفاف أو مناسبة أخرى ، دون أن يكون للحناء موقع خاص و مهم . و تكون صلة الرحم أبرز ما يقوم به المغاربة خلال هذا اليوم السعيد، حيث يزور الأقارب بعضهم البعض و يعايدونهم، و ينسون الخلافات التي كانت قائمة بينهم، فتعم المحبة والمودة بين المسلمين كافة، ثم توزع الهدايا على الصغار والكبار، و تتم معايدة الأطفال بالمال والألعاب، ليعم الفرح و السرور في جميع النفوس.
وتلعب التكنولوجيا دورا مهما في هذه المناسبة، فنجد مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتهنئة و التبريك بعيد الفطر المبارك ، فالجميع يتمنى عيدا سعيدا و صياما مقبولا للجميع.