أشاد الأمين العام للمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، محمد يوسف هاجر، بالجهود الكبيرة التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يبذلها من أجل تعزيز وإشاعة الصورة الحقيقية للإسلام والقائمة على الوسطية والمحبة والسلام.
وقال يوسف هاجر، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن كجالية مسلمة وكمسؤولين داخل هذه المنظمة نقدر عاليا الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك لفائدة الإسلام والمسلمين، كما نشكر جلالته على العمل الجبار الذي يضطلع به في نشر الإسلام الحقيقي القائم على الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام”.
وفي هذا السياق، اعتبر الأمين العام لهذه المنظمة الاسلامية أن الدروس الحسنية التي تلقى بحضرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبحضور علماء أجلاء سواء من المغرب أو من مختلف بلاد المعمور طيلة شهر رمضان الفضيل، تعد من “المبادرات التي سيظل التاريخ شاهدا على مكانتها وأهميتها”.
وفي معرض إبرازه للأهمية التي تكتسيها هذه المجالس العلمية الفريدة من نوعها في العالم الاسلامي، قال يوسف هاجر “إننا كمنظمة إسلامية تنضوي تحت لوائها جمعيات تنتمي ل33 بلدا بأمريكا اللاتينية والكرايبي نأمل في الحصول على ترجمات إلى اللغة الاسبانية لمختلف المحاضرات التي تلقى خلال الدروس الحسنية، لنعمل على توزيعها على نطاق واسع بهذه المنطقة من العالم حتى تنتفع بها الجاليات المسلمة وعموم الناس”.
كما أعرب عن رغبة المنظمة الاسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي في تعزيز التعاون مع المغرب في المجال الديني، وذلك انطلاقا من “العمل الكبير الذي تقوم به المملكة المغربية الحريصة على العناية والاهتمام بأحوال الأقليات المسلمة في ديار المهجر”.
وفي سياق متصل، أكد يوسف هاجر أنه يتعين الاشادة أيضا بالمبادرة الملكية الرامية إلى تكوين العديد من الأئمة المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء بالمغرب، على مبادئ الاسلام الحقيقي الوسطي والمعتدل، معتبرا أن هذه المبادرة ستعطي نتائج إيجابية للغاية وتمثل، برأيه، خير مثال يقتدى.
وبخصوص العمل الذي تقوم به المنظمة الاسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي، التي تأسست قبل نحو عقدين من الزمن، سجل أن المنظمة تضطلع بدور فعال في التعريف بسماحة الدين الاسلامي، كما تقوم بترجمة العديد من المؤلفات الاسلامية إلى اللغة الاسبانية ومن بينها صحيح البخاري وصحيح مسلم، مبرزا أنه خلال شهر رمضان الكريم يتم إعداد برامج خاصة من خلال تنظيم العديد من المحاضرات في مختلف المساجد والمراكز الاسلامية المنتشرة في عموم بلدان القارة.
كما سلط يوسف هاجر الضوء على التعاون القائم بين هذه المنظمة التي يتولى الاشراف على أمانتها العامة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي تتخذ من العاصمة المغربية الرباط، مقرا لها، مذكرا بأن المنظمة الاسلامية لأمريكا اللاتينية والكرايبي سبق أن نظمت سلسلة من المؤتمرات بتعاون مع الاسيسكو في العديد من بلدان القارة، كان آخرها المؤتمر الذي نظم سنة 2015 ببوينوس أيريس حول موضوع “تعزيز ثقافة الاحترام والتضامن الإنساني بين أتباع الأديان السماوية”.
من جهة أخرى، أضاف أن هناك علاقات قوية وممتازة تجمع المنظمة الاسلامية التي يوجد مقرها الرئيسي ببوينوس أيريس، مع مختلف المؤسسات الحكومية في الارجنتين، مشيرا إلى أن الجاليات المسلمة تحظى باحترام كبير في عموم بلدان أمريكا اللاتينية والكرايبي.
وبالمقابل، أكد أن “العالم بات بحاجة اليوم إلى السلام والمحبة لاسيما في ظل الظروف العصيبة التي يجتازها والتي يطبعها العنف والتشردم وعدم الاستقرار من خلال أعمال القتل والترهيب التي ترتكب باسم الدين وهو منها براء”، مشددا على أن الاسلام الحقيقي يدعو إلى التعايش بين جميع بني البشر على أساس المحبة والتضامن والسلم والامان.
وخلص الأمين العام للمنظمة الاسلامية لأمريكا اللاتينية والكاريبي إلى القول إن الكثير من وسائل الاعلام مدعوة إلى الكف عن تشويه صورة الاسلام، إذ تلصق به أفعالا لا صلة له بها كما تحاول أن تختزل الاسلام في مجرد صور نمطية، مشددا على أن المسلمين مطالبون بدورهم بالتعريف بحقيقة دينهم الذي يبتغي السلام والمحبة بين جميع الناس مهما اختلفت ألوانهم أو عقيدتهم.