وقع المدير العام لبورصة الدار البيضاء، طارق الصنهاجي، و محافظ البنك المركزي الموريتاني، محمد الأمين ولد الذهبي، اليوم الخميس في نواكشوط، بروتوكول اتفاق تعاون لإنجاح مشروع إحداث “بورصة نواكشوط”.
ويروم هذا الاتفاق ، الذي يندرج في إطار المساعي الرامية إلى إرساء أسس سوق مالية حديثة ومتطورة في موريتانيا وتحديدا إحداث “بورصة نواكشوط”، تنسيق وتكامل الجهود بين المؤسستين بغية إنجاح هذا المشروع الاستراتيجي.
ويأتي هذا الاتفاق ضمن المبادرات الهادفة لتجسيد إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الغزواني لتطوير التعاون بين البلدين.
ومن الأهداف الاستراتيجية للاتفاق بين بورصة الدار البيضاء والبنك المركزي الموريتاني، خلق سوق مالية متطورة وشاملة تواكب تطلعات الاقتصاد الموريتاني، وتنمية الكفاءات وتعزيز القدرات البشرية من خلال برامج تدريب وتأهيل متخصصة، وترسيخ أواصر التعاون بين دول الجنوب، وتعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال تطوير الأسواق المالية.
كما يترجم هذا الاتفاق التزام موريتانيا بتحديث بنيتها الاقتصادية وتنويع مصادر تمويلها وتعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، وذلك من خلال تطوير سوق مالية تتسم بالكفاءة والشفافية وتتماشى مع أرقى المعايير الدولية، ما من شأنه أن يساهم في تمويل النمو الاقتصادي، ودعم المقاولات الوطنية، وتعزيز ثقافة الادخار، فضلا عن تسريع اندماج الاقتصاد الموريتاني في المنظومة المالية العالمية.
كما يدشن الاتفاق مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين المؤسستين، بما يعكس إرادتهما المشتركة في مواصلة العمل لترسيخ بيئة استثمارية حديثة ومستدامة تواكب طموحات موريتانيا وتدعم إشعاعها الاقتصادي إقليميا ودوليا.
وتلتزم بورصة الدار البيضاء، باعتبارها إحدى أعرق البورصات في القارة الإفريقية، حيث تمتد خبرتها لما يناهز قرنا من الزمن ، بمواكبة البنك المركزي الموريتاني في مختلف مراحل المشروع الطموح لإحداث بورصة نواكشوط ، عبر توفير الدعم الفني والتشغيلي والاستراتيجي، بما يساهم في إرساء دعائم “بورصة نواكشوط ” على أسس صلبة ومستدامة.

وأكد السيد الصنهاجي أن مشروع بورصة نواكشوط “مهم جدا ومهيكل” ليس فقط لاقتصاد موريتانيا، بل كذلك لاندماج أفضل للأسواق المالية بالمنطقة .
واعتبر في كلمة خلال حفل توقيع الاتفاق، الذي حضره سفير المملكة بنواكشوط، حميد شبار، أن “بورصة نواكشوط”، ليست مجرد آلية لتمويل الاقتصاد، بل هي “منظومة متكاملة قوامها الثقة ومحرك رئيسي للتسريع المالي ورافعة للتحول الاقتصادي وللتنمية المستدامة”.
وقال ” نحن فخورون بأن نكون جزء من هذا المسار التاريخي إلى جانب أشقائنا في موريتانيا ونتطلع بكل التزام للمساهمة في بناء مستقبل مالي واعد للمنطقة”.
من جهته قال محافظ البنك المركزي الموريتاني، إن الاتفاق الموقع “يشكل خطوة حاسمة إلى الأمام في طموحنا لتزويد موريتانيا بسوق مالية حديثة وشفافة وشاملة”.
وقال إنه بتوحيد الجهود مع “مؤسسة رائدة” مثل بورصة الدار البيضاء، “فإننا ملتزمون ببناء أسس نظام مالي متين، قادر على توجيه المدخرات الوطنية إلى استثمارات إنتاجية، ودعم نمو الأعمال، وجذب رأس المال الدولي”.
وأضاف أن هذا التعاون الاستراتيجي “يعكس رغبتنا الراسخة في تعزيز مكانة موريتانيا كعنصر موثوق على الساحة المالية الإقليمية”.
أما السيد شبار فأبرز أن الاتفاق الجديد لبنة من لبنات التعاون الاقتصادي بين المغرب وموريتانيا والذي يعرف دينامية غير مسبوقة يسهر على إنجاح مختلف محطاتها قائدا البلدين.
ومن المقرر أن يجري المدير العام لبورصة الدار البيضاء عددا من اللقاءات مع الفاعلين الاقتصاديين والماليين الموريتانيين.