أعربت السعودية عن رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات، مرشحة للارتفاع في حال أتيحت فرص إضافية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث جرى بحث تعزير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية.
وأشار ولي العهد السعودي إلى “قدرة إدارة الرئيس ترمب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة، على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار”.
واعتبر العديد من الاقتصاديين أن السياسات التي بدأ الرئيس الأميركي بتنفيذها، من شأنها دعم النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، أقله على المدى القصير، خصوصا بعدما حددت الإدارة الجديدة مستهدفها للنمو عند 3 في المئة سنويا .
وشمل الاتصال أيضا ، بحث سبل التعاون بين المملكة والولايات المتحدة لـ”إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب”.
وبلغ إجمالي التجارة بين البلدين في عام 2023 نحو 34 مليار دولار بحسب تقرير سابق نشرته وكالة “واس”، مشيرا إلى أن المنتجات المعدنية والأسمدة، جاءت على رأس قائمة السلع السعودية الم صدرة للولايات المتحدة.
ويتزامن إعلان ولي العهد السعودي عن رغبة المملكة بتوسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، مع إعلان ترمب عن مشروع أميركي تحت اسم “ستار غيت” يخطط لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع المقبلة، بقيادة “أوراكل” و”أوبن إيه آي” و”سوفت بنك” التي تملك المملكة حصصا فيها.
وقال رئيس مجموعة “سوفت بنك” ماسايوشي سون خلال الإعلان، إن المجموعة ستستثمر 100 مليار دولار على الفور في المشروع، بهدف توسيع هذا المبلغ إلى 500 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة، مضيفا أن الاستثمار لم يكن ليحدث لولا فوز ترمب في الانتخابات.
وترتبط السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تمتد على مدى 8 عقود. وخلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأميركية.
وأظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولا تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأميركية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو 6 مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته.
وتزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأميركية هذا العام؛ حيث يمتلك المركزي حاليا سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار، على الرغم من انخفاض إجمالي الأصول الأجنبية إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير.
ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين فقزة ملحوظة. ولكن هذه العلاقات توسعت في السنوات القليلة الماضية لتطال قطاعات عدة جديدة.
في نونبر 2023، اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على تعزيز التعاون الثنائي بمجال استكشافات واستخدامات الفضاء للأغراض السلمية، إضافة إلى إجراء “مناقشات فنية حول الأنشطة التعاونية المحتملة في مجال الطيران وعلوم الأرض والفضاء والعمليات الفضائية واستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية”.
كما أكد البلدان على رغبتهما المتبادلة “في تعزيز التعاون الذي يشمل التنمية التجارية والتنظيمية، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي، والأمن الفضائي”.