تدارس خبراء مغاربة وموريتانيين الواقع الاقتصادي والاجتماعي بالبلدين

بمناسبة تأسيس الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث حيث عقدت ندوة دولية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط يوم الجمعة، حول دور مراكز الدراسات والأبحاث في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حضرها تلة من الأساتذة والباحثين والخبراء الاقتصاديين وتمحورت الجلسة الأولى حول التعاون الاقتصادي ترأسها نجيب الصومعي عن المركز المتوسطي للتنمية (MEDEV)، بمشاركة الخبير عبد النبي الهتاف عن مجموعة (AFRILAB) المختصة في التحاليل المعدنية ومحمد الأمين البطل المختص في المواكبة المقاولاتية وتعبئة الاستثمارات من أجل خلق فرص الشغل.

حيث سلط المشاركين الضوء على أهمية التعاون الاقتصادي بين موريتانيا والمغرب، مشددًا على ضرورة الارتقاء بالشراكة الثنائية بين البلدين لتحقيق مستوى مثالي من التكامل. وأكد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إطارًا يركز على مفهوم “التنمية المشتركة”، يمكن الطرفين من تحرير الطاقات المشتركة والاستفادة من قدراتهما الاقتصادية والبشرية لتحقيق النمو المتبادل.

كما تم عرض تجربة مجموعة (أفريلاب) أمام الفاعلين الموريتانيين خصوصا ما تعلق بمجال التعدين، ومجال التكوين والتدريب خصوصا ما تعلق في مواكبة الجامعة في تطوير الحس المقاولاتي لدى الطلبة؛ 
و استعداد المجموعة لوضع برامج للشراكة مع المراكز بموريتانيا، ومع النسيج الاقتصادي المحلي لتطوير تقنيات تثمين المعادن، من البحث والتنقيب حتى مرحلة التسويق؛و تعبئة الاستثمارات والمستثمرين في هذا المجال.

وخلصت الجلسة إلى الدور الحيوي لمحور الرباط – نواكشوط، الذي وصفته بأنه الفضاء الجغرافي الأكثر أمانًا في القارة الإفريقية، ويرى أن هذا المحور الاستراتيجي يمكن أن يشكل قاعدة للتنمية المستدامة وجذب الاستثمارات، مما سيعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في القطاعات الحيوية مثل التجارة والطاقة والبنية التحتية.

بينما خصصت الجلسة الثانية لآفاق التعاون الأكاديمي، والتي ترأس أشغالها عبد الرحمن سعيد بنخضرة نائب عميد كلية الحقوق بقلعة السراغنة شارك فيها كل من الشيخ ولد عبد القادر رئيس المركز الموريتاني للدراسات القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وسعيد مبارك عن مركز نواكشوط، وعبد الرحيم العلام رئيس مركز تكامل للدراسات والأبحاث، وتربة عمار بباي رئيسة جمعية الأطر الموريتانية خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس المغربية، وعماد المنياري رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي.

شدد فيها المشاركون على تعزيز تثمين التشاركية في مواجهة الإكراهات التي تعترض مؤسسات البحث العلمي بالبلدين، وتواعدوا على التفكير في آليات تنزيل عمل الشبكة المغربية الموريتانية لمراكز الدراسات والأبحاث في دورتها الثانية التي ستنعقد بمراكش في فبراير 2025.

من جانب آخر دعا المشاركون إلى تثمين الرأسمال اللامادي للبلدين لما يزخر به من مقومات في تحقيق أهداف تنمية الأبعاد الثقافية والاجتماعية بمستوياتها العلمية والجامعية، كما تطرقوا إلى أهمية انخراط المراكز البحثية الموريتانية والمغربية في هذه المبادرة التي تشكل امتدادا أكاديميا ووظيفيا بين الجانبين، وهي نفس الغايات والأهداف التي قاربها المشاركون باستحضاره العديد من الانشطة واللقاءات الوطنية والدولية التي انخرط فيها هذه المراكز وانفتاحها اللامشروط على جميع المشاريع البحثية الخاصة بالطلبة، كما ركزوا على تطوير البحوث التاريخية في تحليل ورصد عوامل التقارب بين مجموع القيم التي تسود المجتمعين، وهي دعوة لتشجيع الأبحاث والدراسات التاريخية المشتركة.

وارتباطا بمحددات الهوية والجذور التاريخية ذات الروافد المتعددة بكل من الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية ركزت الجلسة على أهمية الثقافية في تدبير وتحقيق سبل الاستفادة من التعدد اللغوي والمكون الثقافي كرصيد مشترك.

المصدر ميديا : المحجوب الأنصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد