محمد بنعيسى: استرجاع الشعور باللحمة والتعاون بين دول المنطقة المتوسطية يمر عبر تصحيح مجموعة من المفاهيم
أكد محمد بنعيسى، وزير الخارجية المغربي الأسبق، ضرورة توضيح دور الدين في الدولة والاستفادة من التجارب التي سبقتنا إليها دول غير إسلامية، موضحا أن “ما نواجهه الآن من الزحف الديني ليس جديدا فقد عانى منه الغرب، خاصة دول البحر الأبيض المتوسط الشمالي”.
وقال بنعيسى خلال مداخلة له اليوم السبت، في ندوة نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بطنجة حول موضوع “منارات المتوسط : فرص الاندماج في بحر التحديات”، أن المنطقة المتوسطية تعيش مسلسلات من الدمار والشتات لم تعرفه المنطقة منذ أمد طويل، متسائلا: “كيف الخروج من هذا الوضع الذي يقود دولا نحو حافة الإفلاس؟”.
وأبرز الوزير الأسبق أن استرجاع الشعور باللحمة والتعاون بين دول المنطقة المتوسطية يمر عبر تصحيح مجموعة من المفاهيم، على رأسها توضيح دور الدين في الدولة، و”استجماع قدراتنا لحماية الذات من التآكلات المتسربة من التصرفات العرقية والاثنية والمذهبية”.
واعتبر نفس المتحدث أن الفعل الثقافي هو سبيل إرساء قواعد الانتماء المتوسطي وتفعيل سبل التعاون بين شعوب المنطقة وتأمين الحد الأدنى من الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
وأشار بنعيسى إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط كان لها الأثر الأكبر في انفتاح أوروبا على العلوم والمعرفة، حيث برز علماء مسلمون كبار في تجسير الهوة شرق المتوسط وغربه، مثل الكندي وابن رشد وابن طفيل والفارابي وابن سينا وغيرهم.