أعلنت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقیمین بالخارج، الأربعاء، بمقر الوزارة بالرباط، عن إطلاقها لبرنامج جديد يحمل اسم “Academy MRE” بشراكة مع مكتب التكوین المهني وإنعاش الشغل.
ووقعت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، اتفاقية إطار مع لبنى اطريشا، المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، مع الشروع في مسطرة التوقيع المتعلقة باتفاقيات خاصة، تهم 5 شبكات لمغاربة العالم، بكل من أمريكا وكندا وأوروبا في المرحلة الأولى من البرنامج، ويتعلق الأمر بكل من شبكة الكفاءات الطبية لمغاربة العالم، وجمعية الأطر المغربية بسويسرا، وشبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، وشبكة الكفاءات في مجال صناعة الطيران بكندا، وشبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الوفي بهذه المناسبة، أن هذا البرنامج “يستلهم فلسفته من العنایة الملكیة السامیة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للمغاربة المقیمین بالخارج، وكذا لعملیة تأھیل وتحدیث قطاع التكوین المھني، حيث قال جلالته في خطاب العرش لسنة 2015 (بما أن التكوين المهني أصبح اليوم هو قطب الرحى في كل القطاعات التنموي، فإنه ينبغي الانتقال من التعليم الأكاديمي التقليدي إلى تكوين مزدوج، يضمن للشباب الحصول على عمل)”.
وأضافت الوزيرة: “إن هذا البرنامج يعطي جوابا للاحتياجات الوطنية في مجال التكوين، باعتباره أساسا صلبا في التنمية بالمغرب، حيث سيتيح هذا البرنامج مواكبة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في تنزيل خارطة الطريق المتعلقة بتطوير التكوين المهني، بما يجعله قطاعا منتجا للثروة والشغل، كما یندرج ضمن استراتیجیة الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، الرامية إلى تعبئة كفاءات مغاربة العالم، ومأسسة إدماجها في البرامج التنموية ذات الأولوية بالمغرب”.
واستطردت المسؤولة الحكومية قائلة: “إن استثمار خزان المعرفة والمهارات التي تتوفر عليها الكفاءات المغربية في مجال التكوين بالخارج، سيسمح برفع تحديات التنافسية الاقتصادية ومواكبة التطورات الدولية في مختلف المجالات، التي ستفرزها الأزمة الصحية العالمية “كوفيد 19″، والتي أبانت عن وجود كفاءات علمية كبيرة في صفوف مغاربة العالم، خصوصا أن مجموعة من الإحصائيات الرسمية تؤكد أن ثلث هذه الفئة لديها مستوى تعليمي عالٍ”.
وأوضحت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج أنه من بين أهداف هذا البرنامج، أيضا، “إحداث منصة لنقل الخبرة وتثمين الرأسمال البشري في تأهيل الشباب، خاصة على المستوى الترابي، إذ إن المشاريع المقترحة في التكوين في الاتفاقيات الخاصة مع شبكات الكفاءات المغربية بالخارج، تهم مجالات تكوين محددة وذات أولوية وراهنية، للاندماج المنتج في سوق الشغل والمساهمة في التنمية الترابية. كما أنه يعمل على تغيير المقاربة المعتمدة، عبر تجاوز اللقاءات النظرية والمنتديات التقليدية، إلى المساهمة العملية للكفاءات في نقل خبراتها وتجربتها لطلبة التكوين وتعزيز وتقوية الرأسمال البشري المغربي المنتج”.
ويسعى هذا البرنامج الجديد إلى الرفع من مستوى مساهمة شبكات كفاءات مغاربة العالم في المجال الاقتصادي والتنمية المستدامة بالمغرب، “عبر إيجاد آليات مؤسساتية مستدامة لنقل خبراتهم وتجاربهم في عدة مجالات، إضافة إلى تمكين هذه الشبكات من نقل مهاراتها لطلبة التكوين المهني، بما يلائم حاجيات سوق الشغل ويساهم في التنمية المجالية، وستشمل هذه التكوينات مجالات صناعة الطيران والسيارات والصحة والذكاء الاصطناعي والتعليم عن بعد، وسيشرف عليها في مرحلة أولى خبراء ينتمون إلى خمس شبكات للكفاءات وهي: شبكة الكفاءات الطبية لمغاربة العالم، وجمعية الأطر المغربية بسويسرا، وشبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، وشبكة الكفاءات في مجال صناعة الطيران بكندا، وشبكة الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة”.
وتروم هذه الاتفاقية وضع إطار عام للشراكة بين الوزارة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، “لتعبئة شبكات الكفاءات المغربية بالخارج، من أجل مواكبة المكتب في تنزيل خارطة الطريق المتعلقة بتطوير التكوين المهني، وهكذا تلتزم الوزارة بتعبئة شبكات الكفاءات المغربية بالخارج، لتحديد الخبراء الذين سيواكبون المكتب في وضع برامج هندسة التكوين، وتنشيط دورات تكوينية لفائدة المتدربين وأطر ومسؤولي مكتب التكوين المهني فيما يخص استراتيجية وهندسة التكوين. كما سيلتزم مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بحصر مجالات تدخل الخبراء المغاربة المقيمين بالخارج، وتوفير مختلف الوسائل اللوجستيكية اللازمة لذلك”.
تجدر الإشارة إلى أن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، سبق لها أن أنجزت دراسة بتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE، أظهرت أن 17 في المائة من أفراد الجالية حاصلون على شهادات جامعية عليا، وأن 70 في المائة من الجالية المغربية تتمركز في 3 دول وهي فرنسا (33.5%)، وإسبانيا (25.1%) وإيطاليا (12.5%). كما أن 90 في المائة من الجالية المغربية بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نشيطة بين 15 و65 سنة.