شكدالي: تقسيم العمالات والأقاليم إلى مناطق خلق تمييزا بين المواطنين

إعتبر الأستاذ المصطفى شكدالي الباحث في علم النفس الإجتماعي، أن مخطط التخفيف من تدابير الحجر الصحي حسب الحالة الوبائية، والذي قسم عمالات وأقاليم المملكة إلى منطقتي تخفيف رقم (1) ومنطقة تخفيف رقم (2)، حاد عن أهدافه الصحية، وخالف ضمن التمثلات العامة للمواطنين، التي تم التعبير عنها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، الغايات التي صيغ من اجلها، معلنا عن تمييز حاصل بين “مواطن من الدرجة الأولى” وآخر من “الدرجة الثانية”.

وأكد شكدالي في تصريح للمصدر ميديا، أن التقسيم الجديد أبان على المستوى السيكوسوسيولوجي، الذي تحول إلى “نكتة” داخل وسائط التواصل الإجتماعي عن مجموعة من التصورات المبنية على التمركز حول الذات، والتمركز الإثني المرتبط بالإنتماء إلى المجال، وضع المنتمين إلى المنطقة رقم (1) ضمن تصور عام بالإعتزاز بالإنتماء إليها، والإفتخار بالمساهمة في تخفيف وطأة وباء كورونا، فيما وجد المنتمون إلى منطقة التخفيف رقم (2) أنفسهم أمام واقع “جلد الذات”، وتحمل مسؤولية إستمرار الوباء.

وأوضح الباحث في علم النفس الإجتماعي، أن هذا المنطق السائد في تحميل المواطنين المنتمين لللمنطقة (2) مسؤولية إستمرار الوباء به “نوع من الخطورة، وكأننا نقول أن هناك من إلتزم، وأن هناك من لم يلتزم، وهذه مغالطة كبيرة جدا”، لأن هناك إعتبارات اكبر من ذلك ترتبط بمسألة الكثافة السكنية، وتواجد الوحدات الصناعية الكبرى، التي كانت أحد الأسباب الرئيسية في تفشي الفيروس بشكل اكبر ضمن ساكنة المنطقة رقم (2).

وكانت وزارة الداخلية ووزارة الصحة، قد اعلنتا في بلاغ مشترك، أنه “حفاظا على المكتسبات التي حققتها بلادنا في السيطرة على وباء كورونا المستجد 19 وأخذا بعين الاعتبار لخطر انتشار الفيروس الذي مازال قائما وحماية للأمن الصحي للمواطنات والمواطنين، صادق مجلس الحكومة يومه الثلاثاء 9 يونيو 2020 على المرسوم رقم 2.20.406 بتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمدة شهر، من يوم الأربعاء 10 يونيو 2020 في الساعة السادسة مساء إلى يوم الجمعة 10 يوليوز2020 في الساعة السادسة مساء لمواجهة تفشي فيروس كورونا-كوفيد 19 وبسن مقتضيات خاصة بالتخفيف من القيود المتعلقة بها”، قسمت عمالات وأقاليم المملكة إلى منطقتي تخفيف رقم (1) ومنطقة تخفيف رقم (2).

ويبقى الأكيد أن التقسيم الحاصل بين المنطقتين تقسيم أملته وضعيات صحية وإقتصادية، ولا علاقة له بـ”تمثلات الإنتماء” التي روج ولايزال لها بعض المغاربة، وان المغاربة قاطبة جنود مجندون أينما كان محل إقامتهم (المنطقة (1) أو (2))، ومهما إختلفت إنتماءاتهم ، من اجل القضاء على شبح الوباء الذي اصاب إلى حدود كتابة هذه الأسطر 8533 مواطن مغربي، وتسبب في وفاة 211 منهم.

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد