اعتبرت مجموعة من السياسيات عضوات عدد من الأحزاب المغربية أن حضور النساء في موقع المسؤولية ضعيف جدا، وأن مداخل تمكينها من المشاركة والتأثير في الحياة السياسية يبقى محاطا بنظرة ذكورية تقزم من حضورهن.
وأكدت ممثلات الأحزاب السياسية خلال الندوة التي نظمتها المؤسسة الإعلامية المصدر ميديا بشراكة مع مسرح محمد الخامس ، تحت عنوان ” أية تمثيلية للمرأة الشابة في الحياة السياسية”، على ضرورة تمكين المرأة سياسيا ومجتمعيا من الاصطفاف جنبا إلى جنب مع الرجل من أجل التفكير المشترك في سبل تحقيق تنمية البلاد.
وفي هذا السياق كشفت زهور الوهابي نائبة برلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة أن تمكن النساء من ضمان توجدهن في عدد من الميادين، جاء بعد نضالات مريرة للحركات النسائية بالمغرب، والتي مكنت من ضمان ولوج 81 امرأة لقبة البرلمان حاليا، وفتح المجال من أجل إشراك النساء في التأثير في مداخل صنع السياسات العامة بالبلاد، رغم أن واقع التمكين يبقى بعيدا على مستوى تطلعات وآمال النساء، وأن في المجال السياسي لا يزلن يعانين من واقع الإقصاء التهميش.
وأضافت الوهابي أن الجميع مدعو للإيمان بإمكانيات النساء وقدرتهن على تقديم إضافة للفعل السياسي، من خلال فتح مجالات الفعل من خلال إرادة حقيقية في الإشراك مدفوعة بإيمان جماعي بقدرة المرأة على صياغة الأجوبة التنموية إلى جانب الرجل.
وبدورها اعتبرت لبنى الكحلي البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أن حضور النساء في موقع المسؤولية يبقى ضعيفا جدا، على الرغم من المكتسبات التي حققتها المرأة داخل مجتمعنا.
وأوضحت الكحلي أن النساء انتظرنا طويلا لأزيد من 30 سنة من أجل ضمان تواجد تمثيلية حقيقية للمراة داخل قبة البرلمان، والتي تمثل 20% من نسبة التمثيلية العامة داخل البرلمان، رغم انها تبقى تمثيلية أقل من النسبة المدرجة في مؤشرات التنمية الخاصة بتمكين المرأة من المشاركة في الحياة السياسية.
وأبرزت حكيمة بالقساوي نائبة برلمانية عن حزب الحركة الشعبية، ان “نظام االكوطة” رغم الانتقادات التي وجهت له الا انه فتح مدخلا مهما من مداخل إشراك المرأة في الحياة السياسية الوطنية، وإنصافها سياسيا، حيث بعد 0 تمثيلية إلى 81 امرأة ممثلة داخل البرلمان، وهو ما سمح بفتح مرحلة انتقالية لإشراك المرأة في الحياة العامة والحياة السياسية.
وشددت بالقساوي على ضرورة فتح أبواب الإشراك الحقيقي للمرأة في صناعة القرار وخصوصا المحلي من اجل مشاركتها في بناء تصورات وبرامج قادرة على تقديم أجوبة مشتركة والمساهمة في إرساء مداخل إصلاح قوي ومشترك يجمع النساء بالرجل.
ومن جهتها شددت إيمان الرازي عضو المكتب الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أننا اليوم مطالبون بتحقيق التمكين السياسي الحقيقي من داخل الأحزاب للمرأة من اجل ضمان تأثيرها في العملية السياسية وصناعة القرارات الداخلية لأحزبها، موضحة أن بعض الأحزاب تعتبر أن وجود المرأة هو تأتيت مشهد فقط، من خلال نظرية دونية تنظر للنساء على أساس أنهن استكمال نصاب لا أقل ولا أكثر.
ودعت الرازي إلى ضرورة تكاثف الجهود للتخلص من سيطرة العقلية الذكورية في المجتمع بغاية ضمان إشراك حقيقي للمرأة في مختلف المجالات، مؤكدة أنه ينتظرنا مسار طويل وعمل جبار من أجل القطع مع هذه العقلية التي تؤثر في إمكانية ولوج المرأة للحياة السياسية.