على درب السلف مشى، وللطريقة أخلص، رجل عابد ناسك عارف بعلوم الدين والشريعة، رأى النور عام 1922 بقرية مداغ بإقليم بركان، ليروي العقل والروح متتلمذا عن العلامة سيدي محمد بن عبد الصمد التجكاني، والفقيه العلامة سيدي علي العروسي اليزناسني والفقيه العلامة الحاج حميد الدرعي، إنه إمام الطريقة القادرية البودشيشية أبو جمال حمزة بن الحاج العباس بن المختار القادري البودشيشي.
نهل فتشبع، تفقه فخبر النفس وادرك الحق، فاستطاع بقيادة العلامة المحقق سيدي محمد الكبداني عام 1940 أن يخوض مهمة التدريس سنة 1942م ،لينتظم مع والده في سلوك طريق التربية والتحقيق على يد الشيخ سيدي أبي مدين بن المنور القادري البودشيشي.
في عام 1972 ، قام الحاج العباس بن سيدي المختار بمهمة التربية والإرشاد، والنصح في الله لأهل السلوك والاجتهاد، إلى أن التحق بالرفيق الأعلى يوم الثلاثاء ثاني فبراير 1972م فآلت شؤون الطريقة إلى حمزة بن العباس وذلك في وصية له قبل وفاته.
وفق الشيخ حمزة في اعادة المجد للتصوف، فأحيى به الطريقة وقربها من الناس في كل بقاع العالم، فقد استقطبت الطريقة البودشيشية موردين لها من المغرب وخارجه، اذ شمل صيتها افريقيا شمالها و جنوبها ، وفي اروبا الشرقية و الغربية خصوصا، و في الولاية المتحدة و كندا ، و في بعض دول آسيا كالهند و الفيتنام، و في جل الدول العربية و تركيا.
فأغلب أتباع الطريقة من الشباب و الطبقة المثقفة، وقد كُتبت حولها العديد من الكتب القيمة ، و الأبحاث العلمية الرصينة ، و صدرت عنها و عن المنتمين إليها المؤلفات التي تعرض التصوف في أصفى مجاليه و بشتى اللغات الحية.